الشريط الإخباري

يوم احتراق الذاكرة.. مجموعة شعرية جديدة للشاعرة لينا منير حمدان

حمص-سانا

توشحت قصائد الشاعرة لينا منير حمدان في مجموعتها الشعرية الجديدة التي صدرت حديثاً بعنوان “يوم احتراق الذاكرة” بلون الحنين المتوهج بألق الحب والذكريات عبر مراحل الحياة بمختلف تجلياتها وما شهدته من أفراح وغصات حزينة تمتزج مع ومضات الأمل.

وتنوعت الموضوعات في المجموعة الشعرية التي تقع في 151 صفحة من القطع الكبير فحملت قصائدها الـ 74 عناوين متشعبة تلاقت عند ينبوع ينبض بأحساسيس تنم عن رهافة في التعبير وعن رصانة في التكوين النثري وثقافة لغوية خصبة ترقى بالفكر والمشاعر الإنسانية نحو السمو.

وتهدي حمدان مجموعتها الشعرية التي صدرت عن دار ارواد للطباعة والنشر إلى كل الدروب التي خبأت عيون أحبتها وإلى ماء النهر الذي ضيع قلبها ما بين ضفتيه وإلى دمعة تداريها مدى ذلك الأفق الغريق بالسفر وإلى التراب المتعب من أوجاعنا ولا يمل الانتظار وإلى الملامح التي لا يمحوها احتراق الذاكرة وإلى حمص مدينة الحياة.

وفي قصيدتها التي حملت عنوان “حنين” تسافر الشاعرة بذكرياتها نحو الماضي فتمضي مفتونة بتفاصيله متلهفة لاستعادتها فتقول..

“أما زلت في البرد تمشي وحيداً

وعيناك بحر ابتهال طغى في شواطيه مد عنيد

أما زال طيفي يلم ارتعاش النجوم الحزانى

بعينيك يمضي على صهوة الريح”

وكان الوطن بحبه حاضراً في قصائد حمدان فهي الخائفة على مصالحه ومستقبله المتألمة لما أصابه بفعل المؤامرات التي استهدفت أبناء شعبه الصامد فهو سيظل الحضن الأمن لكل وطني مؤمن بوحدته وبقضاياه المصيرية وفي قصيدتها “غصص الوطن” تقول..

“لهفي على وطن تشبع قلبه بدم القلوب المرهقة

راحت تعاند فيه اسئلة تعذب هدبه ابداً حكايات العيون المغلقة

وتشده لخطى المتاهة والضياع المر توصد صدره غصص غدت باسم الإله معلقة”

وتهيم الشاعرة بحب ما زال يتغلغل بين شغاف قلبها منذ نعومة أظافرها فتعبر عنه في قصيدتها حالة حب بهذه الكلمات الرقيقة “عندما كنت صغيرة حط فوق الكف طير من بريق لونه وجد وفي تغريده شمس بدت تهدي لعيني الندى وتصب في القلب الحريق”.

بينما تئن الشاعرة متألمة لما اصاب مدينة حمص القديمة من دمار وإجرام خلال الأحداث الأخيرة فانطفأت بهجتها بعد أن كانت بحجارتها السوداء قبلة لكل سائح ومعلماً اثرياً وتراثياً يتغنى به كل وطني عاش بين ازقتها وشرب من عاصيها وفي قصيدتها “حمص القديمة” تقول..

“حذراً بدا شجو المحبة يشتكي ايقاع الخطر

حمص القديمة والدروب تغيرت

كالطير رفرف يستحث الريح من غصص السفر”.

وفي قصيدتها “هجرة السنونو” رسالة إلى الأدمغة المهاجرة خارج الوطن تعبر فيها عن قسوة الغربة وحاجة البلد إلى هؤلاء الذين فارقوا أحبتهم فأخذتهم السنون بعيداً دون أن يدركوا أنهم تركوا في الوطن لوعة تنتظر عودتهم مع طلوع كل فجر..

“كبروا ورفت في فضاء الكون تلك الأجنحة .. فرحت بهم كتب

..ونقط دمعها..تدري السطور..سيرسمون زوارقاً..لهفانة للزرقة

الأحلى ستضحك غربة .. لهم..وتقسو في المساء رسائل”.

حنان سويد

انظر ايضاً

(قرّبا مربط السين مني).. مجموعة شعرية لـ بيهس يوسف

دمشق-سانا “قرّبا مربط السين مني”، مجموعة شعرية لمؤلفها بيهس يوسف تنوعت