صمت دولي مريب على جرائم الكيان.. بقلم: أحمد ضوا

يقف العالم عاجزاً أمام العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني وجريمة الحرب الموصوفة التي يرتكبها هذا الكيان مدعوماً من الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي تقف بشكل علني مع القاتل ضد الضحية.

كذلك الأمر تغيب الأمم المتجددة وأدواتها عن هذا المشهد، وكأنها غير موجودة إطلاقاً مثلها مثل المتفرجين الآخرين، ونأت بنفسها عما  تقوم به إسرائيل وكأن الأطفال والشيوخ والنساء الفلسطينيين الذين تبيدهم إسرائيل ليسوا من هذا العالم متجاوبة مع وصف رئيس وزراء هذا الكيان للمدنيين في قطاع غزة بأنهم حيوانات بشرية.

هذا الواقع المأساوي الذي وصل إليه العالم ينذر بمخاطر كبيرة على الأمن والسلم الدوليين ويترك الباب مفتوحاً أمام نشوب حروب وصراعات وربما حرب عالمية ثالثة لا تبقي شيئاً على هذه الأرض.

صحيح أن الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من سبعين عاماً لا ينتظر أن يقف معه الداعمون لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ولكن من حقه أن يسأل أين الدول العربية والإسلامية؟ أين باقي دول العالم التي ليس لها سجل استعماري أو إجرامي وهي كثيرة؟ أين المتاجرون بحقوق الإنسان والمجالس المعنية بذلك؟ ولماذا لم يجتمع مجلس حقوق الإنسان لمناقشة الإبادة الجماعية للمدنيين التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وكامل الأراضي الفلسطينية؟ وهل الشعب الفلسطيني درجة رابعة؟

وأيضاً السؤال ماذا ينتظر العالم؟ هل ينتظر أن تبيد إسرائيل قطاع غزة كي تستعيد هيبتها وسمعتها التي سلبتها منها المقاومة؟ وهل ينتظر العالم تحول هذا العدوان إلى حرب إقليمية ودولية طاحنة إرضاء لدولة احتلال صدرت بحقها عشرات القرارات الدولية ولم يتم تطبيقها؟

يخطئ من يعتقد أن إسرائيل قادرة على تحقيق أهدافها في قطاع غزة واستعادة هيبتها العسكرية والسياسية التي انتهت إلى غير رجعة، وسيأتي اليوم القريب ليدرك من يدعمون إسرائيل ومن يصمتون على جرائمها أنهم كانوا على خطأ.

تستطيع إسرائيل أن ترتكب أبشع الجرائم، وأن تحول قطاع غزة إلى “خراب” وهي تفعل ذلك على مرأى من انتظار العالم، ولكنها عاجزة عن استعادة هيبتها وثقة المستوطنين بقدرتها على حمايتهم والدليل على ذلك تلك الطوابير التي تصطف في المطارات للهروب من كيان الاحتلال.

وكذلك الأمر تستطيع إسرائيل أن تستنفد الدعم العسكري الأميركي- الأوروبي في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق المدنيين، ولكنها عاجزة عن استعادة الثقة لدى قواتها التي تتحسب لأي معركة برية وهي إلى اليوم مترددة في الدخول إلى قطاع غزة.

إن الفارق الكبير من ناحية القوة العسكرية بين المقاومة وهذا الكيان لم نره في الميدان، حيث هناك تكافؤ في الأداء وهذا يعود إلى افتقاد قوات الاحتلال للإرادة الموجودة لدى المقاومة الفلسطينية والإنجازات الذي حققتها هذه المقاومة في بداية هذه المعركة دفعت إسرائيل إلى إعادة حساباتها، وأضعفت ثقة الجنود الإسرائيليين بقدرتهم على خوض المعارك البرية.

لن يستطيع كيان العدو الإسرائيلي تحقيق أهدافه بالعمليات الجوية وجرائم الإبادة الجماعية وهو يعيد حساباته في العملية البرية مستذكراً التجارب السابقة في جنوب لبنان عام 2006 وفي قطاع غزة 2008.

إن الصمت الدولي إزاء الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطيني هو تشجيع لها للاستمرار بهذا العدوان وفي الوقت نفسه ينطوي على شراكة في المسؤولية عن هذه الجرائم التي تجاوزت كل الحدود من جميع النواحي.

انظر ايضاً

هل تستعيد “عدم الانحياز” دورها المفقود؟.. بقلم: أحمد ضوا

يكتسب اجتماع وزراء خارجية دول منظمة عدم الانحياز في العاصمة الأذرية باكو أهمية خاصة في …