“كنت قد عشت بسببك” فيلم سينمائي قصير يتحدث عن لقاء جيلين سينمائيين وحال السوريين بعد الحرب

دمشق-سانا

ليس بالضرورة دائماً أن يكون الحديث عن واقع المجتمع السوري بعد الحرب الإرهابية التي واجهها بتسليط الضوء على حال الاقتصاد والإنتاج وتلكؤ عجلة الحياة، فأحيانا يكون نقل الصورة من خلال لوحة فنية أو مقطوعة موسيقية أو حتى مشهد سينما، وهذا ما يحاول إيصاله لنا المخرج السينمائي حسام جليلاتي عبر فيلمه القصير “كنت قد عشت بسببك” الذي أصبح جاهزاً للمشاركة في المهرجانات السينمائية وفق ما ذكر.

-البداية من حلب..

وتحدث جليلاتي في مقابلة مع مراسلة سانا عن بدايته وشغفه بالمسرح منذ كان صغيراً، حيث بدأت حكايته من حلب وتحديداً من شارع سينما أوغاريت، وقال: “أكمل طريقي نحو الشارع الحلبي الشهير “شارع بارون” الذي يتقاطع مع شارع شكري القوتلي الذي تتوسطه سينما الكندي، التي كان يزينها أيضاً ملصق الفيلم السوري تراب الغرباء 1997، كنت أقف طويلاً أمام سينما الكندي أتأمل ملصق الفيلم وأفكر ملياً كيف أستطيع عندما أكبر أن أصنع فيلماً سورياً خالداً مثله”.

-متأثراً بالتجارب السينمائية الإيرانية..

ويتحدث المخرج الشاب عن التجارب الإخراجية التي أثرت فيه، ويبدو أن للمخرجين الإيرانيين حصةً كبيرةً من اهتمامه، إذ يقول: “بعد دراستي للمسرح تأثرت جداً به وبسحره وبالأدب والفن التشكيلي عموماً، لأن صانع الأفلام يتأثر بانعكاسات تبني وتطور هويته السينمائية والفنية، ومن هنا بدأت تتبلور وتتجمع الصور المبعثرة في رأسي، وتكوّن الصورة الكبيرة عن شكل السينما الأقرب إلي، حيث تأثرت كثيراً بأفلام السينمائي الإيراني عباس كيارستمي الذي يعتبر واحداً من أهم المخرجين في تاريخ السينما، وشاهدت جميع أفلامه”.

-لقاء الأجيال..

وتابع جليلاتي حديثه: “بدأت بصناعة أول فيلم قصير عام 2018 بعنوان “قبل شتاءين” بالشراكة مع الفنان وئام إسماعيل، وكانت تجربةً مثيرةً للغاية بالنسبة لنا، كما كانت محفزاً على استكشاف أفكار وتقنيات سردية وبصرية، حيث حصلنا على جائزة أفضل فيلم في مهرجان في رومانيا، وكانت هذه البداية، وهناك الكثير لنتعلمه ونحققه في المستقبل”.

أما عن فيلمه الروائي القصير “كنت قد عشت بسببك” فقد أعلن جليلاتي الانتهاء مؤخراً من كل عملياته الفنية، وبات جاهزاً للمشاركة في المهرجانات السينمائية، حيث يتحدث الفيلم عن لقاء بين جيلين سينمائيين سوريين، الأول في عقده السادس، ذو خبرة كبيرة في صناعة الأفلام، والثاني في عقده الثالث.

ويدور حديث بين جيلين عاجزين تماماً عن التقدم في أي شيء، لكن ما يقطع سيل الحديث زيارة (هيفاء) المفاجئة والتي تغير بحضورها مسار الحدث، وعلى ما يبدو أراد جليلاتي من هذا الفيلم تسليط الضوء على الإنسان السوري الذي دخل بحالة اكتئاب شديدة مع تأثره بصدمة ما بعد الحرب، وما فعلته على مستوى الأسرة من تكسير لأقرب الروابط وتمزيق لشبكة الأمان الاجتماعي.

واعتبر أن الشخصية الرئيسة في الفيلم هي حالة واقعية يعيشها الآلاف من السوريين في جميع المناطق،الذين دخلوا في حالة يأس تميزت باللامبالاة، وفقدان الرغبة أو حتى الاهتمام بأدنى تفاصيل الحياة، حيث تشعر وفي كل لحظة بأنها على حافة الهاوية، وأنها ودون أن تبذل أي جهد هي مثقلة بهموم لا تدرك حتى الطريقة لشرحها، وبالرغم من امتلاكها جميع المهارات والإمكانيات فإنها تقف عاجزةً أمام واقع لا يتيح لها الفرص.

وبين جليلاتي أنه أراد تسليط الضوء على خراب ودمار أعمق بكثير من دمار الحجر وهو على حد تعبيره دمار النفس الإنسانية، لافتاً إلى أن الأبطال المشاركين في الفيلم هم أحمد كنعان، ووئام إسماعيل، وتسنيم باشا وسيناريو علي قاسمو، ومدير التصوير علاء الصغير، وتصميم الإنتاج محمد جليلاتي، وموسيقا داني القصار.

-المشاريع القادمة..

ويستعد المخرج جليلاتي للتحضير للفيلم الروائي الطويل الأول له، حيث سيتم تصويره في الشتاء القادم بدمشق، ويقول: “لدي رغبة عميقة الجذور في سرد القصص ونقل المشاعر من خلال الفيلم، وبالنسبة لي صناعة الأفلام ليست مجرد وظيفة أو هواية، ولكنها طريقة حياة، إن الفرح والرضا اللذين يأتيان من إنشاء شيء مقنع بصرياً وعاطفياً هما ما يحافظان على استمراري واشتعال النار بداخلي كصانع أفلام”.

نجوة عيدة

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

“تراب وماء” فيلم سينمائي يرصد مواجهة السوريين للحصار الاقتصادي جامعاً الخيال بالواقع

دمشق-سانا يرصد الفيلم السينمائي “تراب وماء” إخراج علي الماغوط وإنتاج المؤسسة العامة للسينما الذي يصور …