التقارب العربي الممنوع والحضور المغيّب… بقلم: شعبان أحمد

غياب الحضور العربي في المشهد الدولي المتبدل خلال العقد الأخير، وانحصار اهتمام العديد من الدول العربية بالقطرية الضيقة، أضرا كثيراً بالمصلحة العربية وجعلا العواصم الغربية أكثر قدرةً على الاختراق.

الأمة العربية تمتلك مقومات القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية كافة وحتى الإعلامية، ما يؤهلها لأن تكون قطباً مهماً في العلاقات الدولية.

الولايات المتحدة تدرك هذا الخطر على مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني ومنذ زمن بعيد.

من هنا كان جل اهتمامها زرع الفرقة بين الدول العربية ومنعها من التقارب باستخدامها وسائل ضغط متعددة.

نحن اليوم أمام مفترق خطير جداً، فالذي أصاب سورية وبعض الدول العربية مثل العراق وليبيا واليمن وتونس والجزائر وتعرضها لإرهاب منظم  و سرقة ثرواتها من تنظيمات إرهابية وانفصالية ومحتلين ما كان ليتم لولا الفرقة العربية، وخاصة أن منظومة العدوان جعلت من التنظيمات الإرهابية الخنجر الذي تطعن به الداخل العربي من دون أن تتدخل بشكل مباشر عبر قواتها وجنودها.

أميركا تمارس السياسة بخبث، وتقتل العرب بأيديهم وأموالهم، وهي بهذه الحالة تضرب عصفورين بحجر واحد، فهي تستنزف القوة العربية وتحافظ على حالة العداء والفرقة بين الدول العربية، لأنها تدرك أن العرب لو اجتمعوا وتوحدوا سواء اقتصاديا أو سياسياً لكانوا شكلوا قوة، لها وزنها على الساحة الدولية.

إذاً هدف أميركا تمزيق العرب خدمة للمصالح الإسرائيلية وخوفاً على هذا الكيان المرتزق الذي يعيش ويقوى من ضعف العرب و تشرذمهم.

أعتقد أن كل العرب يدركون هذه الحقيقة ولم يبق لهم سوى اتخاذ القرار، قرار استقلالهم الاقتصادي والسياسي والمالي والاعتماد على تشكيل قوة ضاغطة من خلال العمل العربي المشترك الذي سيكون منقذهم الوحيد أمام اهوال المؤامرات الأميركية والصهيونية والغربية التي لن تستثني أحداً من مخاطرها.

القمة العربية الأخيرة حاولت أن تشكل قاعدةً مهمةً في هذا الإطار، فكان الخوف الأميركي الإسرائيلي واشتدت الضغوط من أجل عدم السماح للدول العربية بالتقارب.

العرب اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تفعيل العمل العربي المشترك، وهذا في حال تحقق لن يكون للأميركي أو الصهيوني أو العثماني دور في منطقتنا العربية التي تستحق أن تكون قطباً موحداً و مهماً على الساحة الدولية لما تمتلكه من مقومات قوة متعددة الأشكال والأبعاد.

انظر ايضاً

دعم واشنطن للعدوان الإسرائيلي.. وحساب الربح والخسارة!… بقلم: جمال ظريفة

لا وصف لما منيت به السياسة الأمريكية في الآونة الأخيرة بعد الانخراط بالعدوان على غزة …