“داعش” يستخدم الأسلحة الأميركية بقلم: أحمد ضوا

لم يطل وقت وصول الدعم الأميركي لتنظيم “داعش” الإرهابي من الأسلحة المتوسطة والخفيفة التي أدخلها الاحتلال الأميركي إلى قواعده في الجزيرة السورية حيث قام التنظيم الإرهابي باستخدامها على وجه السرعة باستهدافه حافلة مدنية تقل مدنيين وأفراداً من الجيش العربي السوري إلى الداخل السوري، ما أدى إلى ارتقاء عدد منهم وجرح آخرين في البادية على طريق المحطة الثانية جنوب شرق دير الزور.

من المعلوم أن عناصر التنظيم الذين يتحركون بأوامر أميركية ينشطون بحرية في أماكن حضور الاحتلال الأميركي والميليشيات التابعة له، وهناك تعاون لوجيستي ومعلوماتي وعسكري بين الطرفين بشكل مستمر على طرفي الحدود السورية العراقية ومحيط القواعد الأميركية التي يقوم أفرادها بتدريب فلول “داعش” على العتاد والأسلحة الأميركية التي تقدم بسخاء للتنظيمات الإرهابية.

كذلك الأمر لا ينفصل نشاط التنظيمات الإرهابية في إدلب والمناطق المتاخمة لريف اللاذقية الشمالي واستهدافهم المتكرر لوحدات الجيش السوري والقرى في تلك المنطقة والذي أدى أيضاً إلى ارتقاء عدد من الشهداء.

هذا التصعيد الإرهابي ليس بإرادة التنظيمات الإرهابية بل بتوجيه ودعم من مشغليها الغربيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ويعكس حقيقة التصريحات الغربية التي صبت جميعها باتجاه التصعيد في المنطقة بشكل عام.

وكذلك الأمر لا يبتعد التصعيد الإرهابي في العراق والهجمات التي شنتها فلول “داعش” على التجمعات المدنية والجيش العراقي والبنية التحتية العراقية عما يحصل في سورية، حيث لا يزال العراق يعاني الهجمات الأخيرة على شبكات الكهرباء والتي أدت إلى انقطاع شبه كامل للتيار الكهربائي عن كل محافظات العراق.

يتفق المراقبون العسكريون على أن الحشود العسكرية الأميركية في المنطقة غير كافية حتى الآن لتشن الولايات المتحدة حرباً في المنطقة ولكن تكفي لتشغيل أدواتها الإرهابية وحربها الناعمة التي تأخذ أبعاداً جديدة لن تنطلي على الشعب السوري الذي يعي جيداً من أعداؤه الحقيقيون ومن المسؤولون عن عرقلة نهضة اقتصاده وحرمانه من الكهرباء والمشتقات النفطية.

من الطبيعي أن يتحرك الجيشان السوري والعراقي لمواجهة هذا التصعيد الإرهابي بشكل إفرادي ومشترك على طرفي الحدود، ولن يتأخرا عن توجيه الضربات الموجعة لتجمعات وفلول الإرهابيين أينما وجدوا كما فعلا ذلك خلال السنوات الماضية.

لا ينفصل تكرار بعض وسائل الإعلام الإقليمية لعزم الولايات المتحدة على حسم الحرب في سورية عن الحرب الناعمة التي تديرها جهات خارجية وفي مقدمتها كيان الاحتلال الإسرائيلي للتأثير في قناعات السوريين وتوجهاتهم، وللأسف يندمج البعض مع هذه الحملة الدعائية من دون التفكير أو مراجعة ما يتم الحديث عنه حول حسم الحرب في ظل وجود معطيات عديدة تحول دون ذلك منها جاهزية الجيش السوري والوجود الروسي في سورية.

إن الرد على هذا العدوان الإرهابي يكون باستهداف أدوات رعاة الإرهاب وهو ما يقوم به الجيش السوري وحلفاؤه على الأرض من دون تردد أو تهاون جراء الحرب الدعائية المعادية.

انظر ايضاً

دعم واشنطن للعدوان الإسرائيلي.. وحساب الربح والخسارة!… بقلم: جمال ظريفة

لا وصف لما منيت به السياسة الأمريكية في الآونة الأخيرة بعد الانخراط بالعدوان على غزة …