الشريط الإخباري

بروفيسور أمريكي: وباء عنف السلاح اجتاح الولايات المتحدة بعد التخلي عن محاولة التصدي له

لندن-سانا

أكد البروفيسور الأمريكي جوناثان ميتزل أن عنف السلاح أصبح متأصلاً في الولايات المتحدة وسمة تخص المجتمع الأمريكي مثله مثل رياضة البيسبول أو حتى فطيرة التفاح، مشيراً إلى أنه مع تزايد عمليات إطلاق النار خلال ما يزيد على عقد من الزمن شهدت استجابة الأمريكيين للصدمات المرتبطة بالأسلحة النارية تحولات مرعبة.

وأوضح ميتزل مدير قسم الطب والصحة والمجتمع في جامعة فاندربيلت الأمريكية في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية أن عمليات إطلاق النار الجماعية التي يقع ضحيتها أكثر من أربعة أشخاص بين قتيل وجريح أصبحت تثير استجابة تنم عن قدر أكبر من الرعب قوامه التخلي عن فكرة القيام بأي شيء للحد من هذه الجرائم والشعور بعدم إمكان التصرف حيال ذلك أو الإحساس بأن الأمور ستزداد سوءاً.

وأشار ميتزل إلى أن عمليات إطلاق النار الجماعية كانت تفضي منذ وقت طويل إلى احتجاجات تطالب بوضع قيود على حق الحصول على سلاح فردي واتخاذ إجراءات لمنع وقوع هذه الحوادث، ولا سيما بعد إطلاق النار في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في ولاية كونيتيكت عام 2012، الذي قتل على إثره 20 طفلاً و6 بالغين.

ولفت ميتزل إلى أنه في أعقاب حادثة ساندي هوك سارت حشود من متظاهرين وناجين في الشوارع لمطالبة المسؤولين بالتصرف وبعد إطلاق النار على مدرسة “مارجوري ستونمان دوغلاس” الثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا عام 2018 خرجت مظاهرات مماثلة، وأصدرت الولايات في كل أنحاء البلاد حينها قوانين تقيد الوصول إلى الأسلحة.

وأعرب ميتزل عن استغرابه من حقيقة أن عمليات إطلاق النار الجماعية هذه الأيام لم تعد تثير مثل هذه الاستجابات من قبل الأمريكيين الذين باتوا يواجهون هذه الصدمات بشكل مثير للرعب أكثر، وذلك عبر تجاهلهم ما يحدث وشعورهم بعدم القدرة على صنع أي شيء لتغيير الواقع.

ولفت ميتزل الى وجود انقسامات كثيرة بين الأمريكيين بشأن حمل الأسلحة وحق الحصول على سلاح فردي سواء على صعيد الأفراد أو السياسيين، حيث يتبادل الأطراف الاتهامات والانتقادات في جو مليء بالتناقضات.

وفي هذا الإطار أشار ميتزل إلى واقعة تنحي أحد نواب نيويورك الجمهوريين عن منصبه بعد مواجهته ردود فعل حادة من جانب أنصار حقوق السلاح لإعرابه عن دعم حظر أحد أنواع البنادق الهجومية التي استخدمت في إطلاق نار جماعي في سوبر ماركت بمدينة بوفالو عام 2022.

واعتبر ميتزل أن الخمول يطغى على النظام السياسي الأمريكي، حيث يشجب الديمقراطيون عدم قدرة السياسيين الجمهوريين على الإتيان حتى بأبسط جهود إصلاح قوانين السلاح أو عدم رغبتهم في مناقشة ذلك، في حين إن جماعة الضغط المؤيدة لحمل السلاح تستمر في السيطرة على الهيئات التشريعية الأمريكية.

وسخر ميتزل من سياسات السلاح الأميركية ووصفها بأنها صنف مسرحيات المحاكاة الساخرة، حيث قدمت مارجوري تايلور غرين وهي عضو في الكونغرس عن الحزب الجمهوري عام 2021 تشريعاً لوقف “الحرب على مالكي الأسلحة”، من خلال إلغاء المكتب الأمريكي للكحول والتبغ والأسلحة النارية.

وأوضح ميتزل أن إحدى المشكلات الخطيرة التي تواجه إحداث إصلاح في التشريعات الأمريكية المتعلقة بالسلاح هي الرأي العام الأمريكي ذاته وليس فقط جماعات الضغط أو الجمهوريون فمع فقدان أعداد كبيرة من الأمريكيين الثقة بمسؤوليهم وبنظامهم السياسي باتوا يعتقدون أن حمل مزيد من المدنيين السلاح يمثل الحل المجدي لتزايد عمليات إطلاق النار.

وأكد ميتزل أن الولايات المتحدة أصبحت مجتمعاً مسلحاً يطلق النار أولاً ثم يطرح الأسئلة لاحقاً، وأن المآسي تؤدي إلى الخوف الذي يفضي إلى الانقسام ما يقود الى انتشار فكرة حمل السلاح وتزايد عمليات إطلاق النار.

وشهد سوق الأسلحة الفردية في الولايات المتحدة إنتاج أكثر من 465 مليون بندقية، أي أكثر من قطعة سلاح واحدة لكل شخص في البلاد بأكملها.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency