الأديب عبد الله النفاخ لـ سانا: النقد حامل العملية الإبداعية ومصوبها

دمشق-سانا

يكتب الأديب عبد الله النفاخ القصة والرواية بأسلوب تتوفر فيه مكونات القصة وفن الأدب، متأثراً بالواقع والبيئة وبأسلوب فني يجمع بين الأصالة والحداثة.

وفي تصريح لـ سانا قال النفاخ: التعريف الأساسي للقصة فيما خبرته هو أنها فن القبض على اللحظة الإنسانية وصياغتها بطريقة فنية، لتحدث أثراً موحياً في نفس قارئها، أما الرواية فهي صياغة مجموعة أحداث متتابعة في قالب فنيٍّ يكشف صراعات النفس الإنسانية وأفكارها، لتصل إلى غاية ذات بعد مرتبط على نحو ما بالواقع.

القصة القصيرة جداً حسب الأديب النفاخ، وإن اختلفنا على تسميتها الاصطلاحية هي فن باذخ، فرض نفسه بين أجناس الأدب، مبيناً أن ما زاد في مكانته اتصاله بطبيعة إنسان هذا العصر وتقلُّبات أحواله المشرعة على التأويل، فهو يمثِّل وجهاً من وجوه الفنِّ المتناغم مع طبيعة هذا العصر، يقابله الوجه الذي تمثله الرواية التي تحاكي معاناة الإنسان العميقة وصراعات أشتات أفكاره ومشاعره.

وقال النفاخ: الكتابة عندي حاجة بل ضرورة، وهنا أستذكر عنوان كتاب شهير للدكتور أسعد علي (فنُّ الكتابة… فنُّ الحياة)، فأنا لا أرى الحياة دون كتابة، وهي عندي الخطُّ الموازي لحياة الإنسان بتعبيرها عن مكنوناته وما يعتمل في عقله، ثم طرحه ليغتني به الكاتب نفسه وقارئوه، أما متطلباتها فهي تقوم على ركنين لا يغني أحدهما عن الآخر، الموهبة والفكر من جهة، والتمكن من تثقيف النفس بقراءة آداب الآخرين، فمهما امتلك المرء من شعور دافق وفكر ناهض فلن يفيده دون قراءة تجارب الآخرين، ومهما امتلك من ذخيرة ثقافية دون امتلاك موهبة فلن يسطر كذلك أدباً إبداعياً حقيقياً.

وأضاف الأديب النفاخ: في الكتابة الواقع عندي والخيال متعاضدان متواشجان، والخيال معادل موضوعي للواقع، ولا تتم العملية الإبداعية إلا بالنهل من معينيهما معاً.

ورأى النفاخ القصة اليوم والرواية كما في كل عصر مما يُكتَب فيهما الغث والسمين، لكنهما كذلك باتتا فني العصر، فمقولات الشعر النفسية القريبة من الذاتية ما عادت تغني طبيعة عصرنا المتأزم المضطرب، وقد بدا واضحاً كيف بات هذا العصر عصر الرواية بامتياز مبيعاً على الأقل، فلا أعرف دار نشر في دمشق مثلاً إلا تعتمد الروايات وسيلة لزيادة مبيعات الدار.

ولفت النفاخ إلى أن النقد هو حامل العملية الإبداعية ومصوبها، فدون عملية نقدية سليمة ستخرج العملية الإبداعية شوهاء، معتبراً أننا لا نزال عاجزين في أحيان كثيرة عن صنع عملية نقدية منهجية موضوعية بعيدة عن التشخيص والمصالح حتى عند الأكاديميين، ولعل هذا أحد أسباب العجز عن إنجاز نظرية نقدية عربية كما دعي إليها في مرحلة ما من القرن الماضي، ولا يزال بعضهم يدعو إليها.

يذكر أن الأديب عبد الله النفاخ شارك في العديد من الأنشطة والمهرجانات الأدبية، ومن مؤلفاته في الرواية على ضفة العدم وفي القصة كل الشمس في قلبي.

محمد خالد الخضر

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

وردة عند الغروب يقدمها عبد الله النفاخ للقراء

دمشق-سانا يتناثر الأمل بين قصص مجموعة (وردة عند الغروب) رغم كل ما يعتريها من حزن …