الشريط الإخباري

الشابة حنان الرحيم.. نموذج في التحدي والعطاء

دمشق-سانا

“عندما تعطيك الحياة سبباً لتيئس.. أعطها ألف سبب للاستمرار.. فلا شيء أقوى من إرادة الإنسان” هو شعار تؤمن به الشابة حنان الرحيم التي نجحت بكل عزيمة وقوة بالتغلب على إصابتها بشلل في قدمها جراء خطأ طبي، فأتمت تعليمها ومنحت الحب والعطاء لفريق (نقاء القلوب) الذي أسسته للأشخاص ذوي الإعاقة.

حنان من حي العمارة بدمشق توضح لنشرة سانا الشبابية أنها تركت الدراسة لمدة 13 عاماً، وكانت حياتها بلا هدف ولا معنى، وفي عام 2004 اضطرت للخضوع لعمل جراحي نجم عنه خطأ طبي أدى إلى شلل بأطراف قدمها اليسرى وخزل (شبه شلل) بالطرف الأيمن، فدخلت في حالة اكتئاب وحزن، ثم بناء على نصيحة الأطباء التحقت بنادي العباسيين بغية العلاج الفيزيائي وسجلت لياقة

بدنية بصالة الحديد، حيث بدأت هناك بالتعرف على الأشخاص ذوي الإعاقة، وحين أغلق النادي جراء الأحداث اتجهت إلى نادي تشرين وتدربت هناك على السباحة، وتوثقت علاقتها أكثر بمجموعة من ذوي الإعاقات الذهنية، ومن خلال نقاشاتها معهم أبدوا رغبتهم بالتعلم فتطوعت للعمل معهم.

وتقول حنان: إن كل المراكز المخصصة لذوي الإعاقة تستقبل حتى عمر 14 عاماً، ولذلك قررتُ أن أقوم بشيء مميز عبر تأسيس فريق للكبار من ذوي الإعاقات الذهنية وصعوبة التعلم ومتلازمة داون، وخاصة بعد أن لمست منهم ذكاءً ورغبةً شديدة بالدراسة، وذلك تزامناً مع عودتي للتعليم، حيث حصلت على شهادة التعليم الأساسي بعمر 28عاماً ثم نلت الثانوية العامة، والآن أكمل دراستي في كلية الآداب قسم المكتبات والمعلومات بجامعة دمشق وفي إدارة المشاريع بالتعليم المفتوح، وتوظفت بوزارة المالية.

ولأن لها من اسمها نصيباً استطاعت حنان تأسيس فريق محمل بالمحبة باسم (نقاء القلوب) لتعليم ذوي الإعاقة، وخاصة فوق 14عاماً واستقطابهم والاهتمام بهم تعليمياً ومهنياً وجسدياً، حيث ساعدتهم بالحصول على شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة وزودتهم بمهارات فنية، كما نفذوا أعمالاً يدوية يتم بيعها بالسوق والمعارض والبازارات، إضافة إلى تدريبهم على الرياضة وتنظيم النزهات مع ذويهم.

كما شاركت حنان بأعمال طلابها بعدة فعاليات وملتقيات أهمها، مهرجانات ومعارض بكلية الآداب، عدة مهرجانات بحاضنة دمر الثقافية، عدة معارض للزهور بدمشق وريفها، مهرجان سورية تاريخ وحضارة، مسابقة مشروع تقييم القرائية والحسابية والمهارات الحياتية للشباب السوري من دائرة تعليم الكبار لصالح وزارة الثقافة، عدة معارض بالمركزين الثقافيين بكفرسوسة وأبو رمانة، مسابقة التعليم البديل، مهرجان الشام بتجمعنا، ومؤخراً الملتقى الحواري (التربية بالحب) بمركز أبو رمانة.

وتم تكريم حنان من قبل وزارات الثقافة والتربية والشؤون الاجتماعية والعمل، ومن دائرة العلاقات المسكونية والتنمية التابعة لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ومن مؤسسة الأولمبياد السوري الخاص، وجمعيتي (شباب المستقبل) و(جذور)، لدورها في مساعدة ذوي الإعاقة بالتعلم وإعادة دمجهم، مشيرة إلى مشاركتها مع ذوي الإعاقة بفيلم (أصواتنا) عام 2015 إخراج المهند كلثوم، تكلموا فيه عن حياتهم والمعوقات التي تواجههم.

أما أهم العقبات التي واجهتها فتؤكد حنان أنها ذاتها التي تقف بوجه كل شخص من ذوي الإعاقة خلال ممارسته لحياته اليومية، من ندرة إيجاد عمل ملائم ومناسب وعدم وجود وسيلة مواصلات خاصة بأوضاعهم وبمستلزمات العكازة والكرسي المتنقل، ما يؤدي إلى صعوبة تنقلهم لأداء احتياجاتهم بأنفسهم.

وتنوه حنان بالدور الكبير لأهلها وأصدقائها ومحيطها ومديرة ثقافي أبو رمانة السابقة رباب أحمد على تشجيعها الدائم للاستمرار، مؤكدة أن الخطأ الطبي غير نظرتها للحياة بشكل جذري، إذ أصبح لديها هاجس لعمل شيء مفيد ومتفرد عن الجميع، ومساعدة الفئات الهشة بالمجتمع، وخاصة أنها أحبت العمل الإنساني.

ولفتت إلى أن التطوع مع ذوي الإعاقة يسمو بالروح والنفس فهم أشخاص طيبون وأذكياء ولديهم إرادة جبارة وتحد وطموح وعلى الجميع مساعدتهم، وهو ما تطمح إليه باستمرار عبر فريق (نقاء القلوب).

دارين عرفة

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

فريق نقاء القلوب: المشاركة في المعارض فرصة لتسويق منتجات الأشخاص ذوي الإعاقة

دمشق-سانا أكثر من 100 شخص من ذوي الإعاقة يستفيد من الدورات التدريبية التي ينفذها