من مجازر الأرمن إلى إرهاب أردوغان-صحيفة تشرين

هل يعيد التاريخ نفسه بعد أن كشف حزب العدالة والتنمية عن توجهاته الانكشارية، ودعم كل المجموعات الإرهابية التكفيرية في سورية واليمن والعراق، لممارسة جرائم الإبادة بحق البشر…؟

لقد ارتكبت الدولة العثمانية في الماضي أبشع الجرائم بحق الأرمن وبحق السوريين من مختلف انتماءاتهم، وكذلك في كل البلدان التي اجتاحها الجيش الانكشاري، وعلى يد الولاة العثمانيين.

والآن يتعانق الإجرام العثماني الأردوغاني مع إجرام آل سعود ويتزاوج الفكر الوهابي مع حلف الانكشارية ليس لإعادة تاريخ إجرامي سابق فقط وإنما لاجتراح أساليب جديدة في الإجرام لم تعرفها أحداث التاريخ الإنساني من قبل.

مع صلوات عيد الفصح المجيد وصف قداسة بابا الفاتيكان إقدام الدولة العثمانية على ارتكاب المجازر قتلاً وإبادة بحق الشعب الأرمني عام 1915 بأنها مأساة إنسانية كبرى… وفي أيام، المجازر ضد الأرمن لم تكن هنالك وسائل إعلام توثق ما جرى، لكن العثمانيين الجدد بقيادة أردوغان يرتكبون المجازر بوساطة أزلامهم من «داعش» و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام» و«جيش الإسلام» وغيرها من العصابات الإرهابية المسلحة التي استخدمت السيارات المفخخة والرصاص والساطور والحرق بالنار وكل الوسائل المرفوضة دينياً وإنسانياً، وهدمت المساجد والكنائس، وهجّرت ملايين البشر من ديارهم داخل أوطانهم أو خارجها… ومع ذلك لا يزال العثماني الانكشاري أردوغان يتبجح بدعمه للمسلحين في سورية، لا بل أكدت الوقائع أن الهجوم الدموي الذي قادته «جبهة النصرة» على إدلب كان بتنسيق كامل مع غرفة عمليات للمخابرات التركية وبمشاركة مباشرة من ضباط وجنود أتراك إضافة إلى المئات من الأتراك الذين ينتمون إلى «القاعدة»…

لقد آن الأوان لموقف دولي واضح يوقف هذا الإجرام الذي يرعاه أردوغان وآل سعود في سورية والعراق واليمن وفي غير مكان من دول المنطقة إذ لايجوز أن يبقى المجرمون ومشغلو الإرهاب يمارسون حقدهم من دون عقاب يتناسب مع فظاعة إجرامهم…

إن المجازر العثمانية بحق الشعب الأرمني لم تكن الوحيدة في التاريخ الأسود لآل عثمان، بل كانت الأكثر فظاعة في الماضي، وشكلت ارتكازاً لهم ولحلفائهم من إرهابيي العالم لارتكاب الأبشع والأفظع…

فهل يصحو ضمير العالم… ويوقف مشغلي الإرهاب عن الاستمرار في حماقاتهم القاتلة؟!.

بقلم: محي الدين المحمد

انظر ايضاً

استثمار أوروبي بمعاناة السوريين- بقلم: محي الدين المحمد

منذ سنوات والدولة السورية ومعها الأصدقاء والحلفاء، يحاولون بكل ما لديهم من إمكانات إعادة اللاجئين …