مشروع “نهفة”.. صناعة الإكسسوارات بروح عصرية تدمج الحداثة مع التراث

اللاذقية-سانا
يعتبر مشروع “نهفة” أولى مخرجات برنامج “مشروعي” التنموي الذي أطلقه مركز المهارات والتوجيه المهني في جامعة تشرين بالتعاون مع مجموعة الجودة معتمدا على عدد من ورشات العمل التي بدأت أولى جلساتها في آذار الماضي لتتوزع على سبع مراحل بمدى زمني مدته ستة أشهر كحد أدنى.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز دور الشباب في ريادة وتأسيس الأعمال وإقامة مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر ضمن فريق عمل ومساعدتهم على الدخول إلى سوق العمل أثناء الدراسة واعتمادهم على أنفسهم في مراحل مبكرة من دراستهم الجامعية بالإضافة للاستفادة من طاقات الشباب وتنميتها بالاعتماد على الموارد المتاحة
والاستعانة ببرنامج متكامل في ريادة الأعمال متخصص بالشباب الجامعي.
نشرة سانا الشبابية التقت /عيسى الخضر/ طالب هندسة ميكانيك وهو موءسس مشروع /نهفة/ لإنتاج الاكسسوارات والمشغولات اليدوية الذي تحدث عن آليات عمل مشروعه وروءيته المستقبلية له.
وقال ..// سمعت ببرنامج /مشروعي/ عن طريق الجامعة فالدكتور نيرودا بركات مدير مركز المهارات هو مدرس في كليتنا وأخبرنا عن الفكرة وأهمية الاطلاع عليها لتأسيس مشاريع صغيرة خاصة بنا برأسمال محدود وبالفعل تحمست بشكل كبير للمشاركة ولا سيما أننا بتنا نعيش في ظروف صعبة تحتم علينا ان نوءسس لحياتنا المهنية في وقت مبكر دون انتظار التخرج والبحث عن وظيفة بدخل محدود//.
واضاف / الخضر/ .. ان التجارة تعد وسيلة ممتازة لتأسيس حياة مقبولة لكن تبقى قلة الخبرة وعدم معرفة تفاصيل السوق وحاجاته من أكبر المعيقات التي تقف في وجه أي شاب لديه عدد من الأفكار الخلاقة وهنا يحتاج الى توجيهات الخبراء وذوي الاطلاع لمساعدته في تمكين خطواته في بداية الطريق وفعلا انخرطت في ورشات برنامج /مشروعي/.
وتابع .. // بعد المرحلة الثانية منه عرضت فكرتي على القائمين وشجعوني بشكل كبير على المتابعة والاستمرار والانطلاق بشكل جدي ولا سيما أنني استفدت في المرحلة الأولى من البرنامج بتعلم كيفية إجراء دراسة الجدوى الاقتصادية والتعرف على اهتماماتنا وأفكارنا كما تم دعمنا بورشات التواصل للتعرف على الآخر بشكل أفضل إضافة الى الدعم التنظيمي المتخصص بمراعاة أوقاتنا أثناء الامتحانات وبالفعل اعتمدت على تبني فكرة الإكسسوارات الشبابية لكلا الجنسين رغم ترددي في البداية نظرا لقلة عمل الذكور في هذا المجال لكن تشجيع المحيطين بي دفعني إلى المغامرة واعتماد الفكرة بشكل جدي//.
ويعتمد مشروع /نهفة/ بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي /الفيسبوك/ لعرض منتوجاته سواء عبر حساب /عيسى الخضر/ الشخصي أو صفحة المشروع الرئيسية التي تحوي صورا عديدة لمنتجات مصنعة يدويا بأسلوب بسيط ولمسات فنية خاصة ولا سيما الروح التراثية في القطع كالأساور والعقود وأقراط لأذنين وزنانير الخصر وغيرها من القطع المصنعة بمواد أولية تعتمد على القماش والجلد والخيوط والكروشيه والخشب وبعض المعادن واللوءلوء.
ويوءكد /عيسى/ انه بدأ مشروعه برأسمال صغير جدا لا يتعدى بضعة آلاف من الليرات واستفاد بشكل كبير من وسائل التواصل الاجتماعي /الفيسبوك/ في تسويق كل منتجاته بحرية وسلاسة.
واشار الى انه عمل على تطوير مسألة توزيع المنتوجات بالتنسيق مع عدد من المحلات التجارية في جبلة واللاذقية كما ان برنامج /مشروعي/ ساعده بهذا الخصوص لأن مسألة التسويق تعد من التحديات التي تواجه أي مشروع متناهي الصغير لا يملك مقرا لعرض منتجاته موءكدا انه سيسعى في المرحلة القادمة لاستئجار متجر صغير وذلك عبر الحصول على قرض ميسر من برنامج /مشروعي/.
من جهتها قالت /ماريا الخضر/ طالبة أدب انكليزي.. // انها تحمست بشكل كبير لمساعدة شقيقها عيسى لإطلاق عمله الخاص فكانت عونا له لانجاز عدد كبير من الطلبات التي تعتمد على تصاميم خاصة من قبلهم أو تنفيذ أشياء معينة يطلبها الزبائن//.
واضافت .. // على الرغم من حداثة مشروعنا الذي يبلغ من العمر شهرين فقط الا ان تقبل الفئة الشابة له كبير جدا وهي الشريحة العمرية التي نعتمد عليها في الترويج لتصاميمنا التي تتميز بخلط التراث مع الحداثة ودمج عدة عناصر مع بعضها البعض كاللوءلوء والمعدن والخرز مع الخشب//.
وحول معوقات المشروع لفتت /ماريا/ إلى ان ارتفاع أسعار المواد الأولية يمنعهم من إنتاج كميات كبيرة من القطع كما ان اعتياد الناس على فكرة التسوق عبر الانترنت أمر غير مألوف بشكل كبير لكن الوقت كفيل بتجاوز هذه الصعوبات و ا سيما انها تسعى بالتعاون مع شقيقها الى تطوير خبراتهم بشكل كبير عبر التوجه
لتصنيع المعادن والمواد الأولية اللازمة للإكسسوارات كصب المعدن وإدخال النحت لبعض القطع اي الانتقال من التجميع الى التصنيع وهي خطوة متميزة في مشروع /نهفة/ على حد قولها.
وتضيف.. // نحن لا نحاول تقليد اي جهة ونريد ان يكون لنا اسمنا الخاص في السوق وسنباشر حاليا العمل بمجال الديكور الذي يعد مرحلة جديدة في عملنا بالاعتماد على إعادة التدوير واحياء الأثاث القديم بإضافة لمسات تجدده وتعطيه الروح من جديد والترويج لتلك الثقافة بين الناس بشكل أكبر وبأساليب لا تخلو
من الابداع//.
وختمت /ماريا/ بتوجيه رسالة الى كل شاب وفتاة لديهم مشروعهم أو فكرتهم الخاصة بضرورة البدء بتنفيذها دون تردد أو خوف لأن المستقبل يجب أن يصنعه الشباب بأيديهم مستغلين وقت الفراغ بما هو مفيد ومثمر ليصلوا الى النجاح وتكون لهم بصمتهم المميزة في عالم الاسواق والتسويق.
ياسمين كروم