المفتي حسون: الأسرة السورية الواحدة تعيش لحمة وطنية

دمشق-سانا

أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن الأسرة السورية الواحدة تعيش أخوة انسانية ولحمة وطنية لا يستطيع الأعداء مهما حاولوا أن يضعفوها.

ودعا المفتي حسون خلال لقائه وفدا من السياح الفرنسيين في جامع بني أمية الكبير بدمشق مساء اليوم أعضاء الوفد لينقلوا حقيقة ما شاهدوه على الواقع في سورية خلال زيارتهم إلى شعبهم وحكومتهم.

ونوه حسون بزيارة الوفد التي اعتبرها اختراقا للإعلام المضلل والأكاذيب السائدة في الغرب حول ما يجري في سورية مؤكدا أن الشعب السوري يحترم ويحب كل شعوب العالم بما فيها الشعب الفرنسي من منطلق الإنسانية في الشريعتين الإسلامية والمسيحية.

ولفت إلى أن الشعب السوري يحترم الشعب الفرنسي الذي هدم سجن الباستيل ولكنه لم يهدم كنيسة واحدة بينما يقوم أصحاب الفكر التكفيري في سورية الممولون من العرب والمدعومون من الإدارات الأميركية والفرنسية والتركية بهدم المساجد والكنائس وقتل الإنسان الذي تقدسه كل الشرائع السماوية لأنه بنيان الله المقدس.

1وبين المفتي العام أن سورية عاشت ازدهارا اقتصاديا وثقافيا وفكريا مميزا خلال السنين الأربعين المنصرمة كما لم تشهد من قبل مؤكدا أن الشعب السوري هو وحده الذي يحق له مناقشة من يقوده وكل من يحاول فرض أي شيء على هذا الشعب لابد مهزوم وخاسر.

ودعا حسون أعضاء الوفد لمطالبة من يمدون الإرهاب في سورية بالسلاح والمال أن يقطعوا هذا المد ويوقفوا الحرب التي تقتل وتشرد السوريين دون تمييز بين مسلم ومسيحي ومطالبة الحكومة الفرنسية بطرد من يقيمون على الارض الفرنسية و يروجون للإرهاب في سورية.

بدوره أكد المعاون البطريركي للروم الأرثوذكس في سورية المطران لوقا الخوري أن المسيحيين متجذرون في وطنهم سورية ولن يستطيع أحد سواء بالترغيب أو بالترهيب أن يدفعهم للهجرة منها فمنها انطلق نور المسيحية إلى العالم أجمع والإسلام فيها لم يأت غازيا بل أتى أخا وشقيقا..والمسلمون والمسيحيون عاشوا أخوة منذ 1400 عام وحتى اليوم وسيبقون أخوة مهما حاول الأعداء.

وأشار الخوري إلى أن المؤامرة التي تتعرض لها سورية والتي تقف وراءها الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول الغربية والعربية حيكت منذ زمن بعيد وهي تستهدف المنطقة برمتها إضافة إلى الوطن سورية.

وأكد الخوري أن أميركا و”إسرائيل” لا تريدان أن نعيش مع بعضنا البعض لكن سنبقى معا ونحب بعضنا بعضا إلى آخر الدهر مشددا على أن ثقافة التكفير والقتل دخيلة على بلادنا وغذتها كل من أوروبا وأميركا و”إسرائيل” والأطراف المشاركة في هذه المؤامرة وقال “نحن واخوتنا المسلمين تعلمنا بأدياننا أن نحب بعضنا بعضا”.

ودعا الخوري أعضاء الوفد لنقل صورة ما تعيشه الأسرة السورية الواحدة من محبة وأخاء وعيش مشترك ولحمة وطنية إلى بلدهم والعالم ليدحضوا به أكاذيب الإعلام المضلل.

ولفت الخوري إلى أن بلادنا وحدها تجمع الكنائس والجوامع ودور العبادة بكاملها جنبا إلى جنب وقال ليس من دولة على ظهر البسيطة وخاصة بين الدول العربية يعيش فيها المسلمون والمسيحيون اخوة متساوين في الحقوق والواجبات كما يعيشون في سورية.

وشدد المطران الخوري في ختام حديثه على أننا كمسيحيين نؤمن ببلادنا وبشعبنا وبإخواننا وسنبقى معهم كإخوة حقيقيين وسنبقى في جذور هذه البلاد ومن أصلها ولن نخرج منها نهائيا وسنبقى مع إخوتنا ولا نقبل بأن يفصلنا عن بعضنا البعض أي إنسان بل سنواجه من يحاول تفرقتنا معا.

1من جانبهم أعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم بزيارة سورية في هذه الظروف وعن تعاطفهم وتضامنهم مع الشعب السورى ضد الإرهاب التكفيرى والمؤامرة التي يتعرض لها مؤكدين أنهم “يمثلون جزءا من الشعب الفرنسي وسيعملون على نقل حقيقة ما يجرى من إرهاب وتدمير وقتل للشعب السوري الصامد”.

وأشار أعضاء الوفد إلى أن “ما يجرى في سورية أمر مؤسف ومؤلم” مؤكدين أنهم جاؤوا لمد يد المساعدة للشعب السوري الذي يتعرض للإرهاب والقتل.

كما عبروا عن أعجابهم بنموذج العيش المشترك والتسامح واحترام الآخر الذي يجسده الشعب السوري.

حضر اللقاء مدير الإفتاء العام في سورية الدكتور علاء الزعتري ومستشار وزير الأوقاف الشيخ أحمد الجزائري.

انظر ايضاً

المفتي حسون: الورقة التي يضعها السوريون اليوم في صناديق الاقتراع رسالة صمود

دمشق-سانا أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن الورقة التي يضعها …