المرأة السورية في مجال القضاء… نموذج ريادي على المستوى العربي

دمشق-سانا

يعود اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف في 8 آذار من كل عام ليفسح المجال بالوقوف والتعريف بإنجازات المرأة في مختلف المجالات وما حققته ولا تزال من تميز وإبداع لم يكن من السهل الوصول إليه وخاصة بالنسبة للمرأة السورية التي مرت بظروف صعبة كغيرها من شرائح المجتمع، نظراً لما تعرضت له سورية على مر السنوات.

ويعتبر مجال القضاء من أول المجالات التي دخلتها المرأة السورية على مستوى الوطن العربي، حيث شغلت منصب قاضي منذ عام 1975 واقترن هذا المنصب آنذاك بالقاضي غادة مراد كأول امرأة تصل إلى هذا المكان، كما عُينت بعدها نائب عام الجمهورية عام 1998، فكانت بذلك أول امرأة عربية تصل إلى هذا المنصب وفق المستشارة بمحكمة النقض وعضو إدارة التشريع في وزارة العدل القاضي منى عبد الكريم.

وبينت المستشارة عبد الكريم في تصريح لمراسل سانا أنه في مطلع السبعينيات بدأت أفواج من طالبات كلية الحقوق بجامعة دمشق بالتخرج، ومنذ تلك الفترة دخلت المرأة ميدان العمل في المحاماة والقضاء، وكانت سباقة على مستوى الوطن العربي بتولي منصب القضاء وأثبتت الحضور والتميز به، مؤكدة أن المرأة السورية جسدت دوراً مهماً في عملها بالسلطة القضائية، وحملت مسؤولية وتحدياً كبيراً.

ورأت المستشارة عبد الكريم أن الاحتفال بيوم المرأة العالمي تعزيز لإنجازاتها وتحفيز ودعم لها ولدورها سواء في الأسرة والمجتمع والعمل، لافتة إلى أن المرأة السورية نموذج يحتذى به رغم كل الظروف الصعبة التي مرت وتمر بها، فقد استطاعت أن تكون إنسانة مبدعة كأم وزوجة وعاملة ومسؤولة في كل القطاعات ،كما أسهمت في العمل المجتمعي والإنساني بشكل كبير.

وأوضحت عبد الكريم أن القوانين في سورية لعبت دوراً كبيراً في المساعدة بدعم المرأة السورية من أجل تطوير إمكانياتها الذاتية وحقها بالمشاركة في كافة النشاطات وعلى كافة الأصعدة، فهي مشاركة حقيقية في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية.

من أسباب نجاح المرأة السورية وفق المستشارة عبد الكريم ثقافتها العالية وحضورها المميز على الصعيدين العلمي والعملي في الداخل والخارج وقدرتها على التأقلم والتكيف مع كافة الظروف ووقوفها إلى جانب الرجل وخاصة في الحرب الإرهابية التي تتعرض لها بلدها، وقالت: “في القديم كان الحديث عن الخنساء إلا أنه اليوم لدينا آلاف الخنساوات”.

ولفتت عبد الكريم إلى أن وزارة العدل لم تميز بين المرأة والرجل في ميدان القضاء، حيث كرست العدالة والمساواة بينهما، وأنصفت المرأة من خلال تعيين عدد كبير من القاضيات في مسابقات القضاء، مبينة أن عدد القضاة في سورية حالياً 1717 قاضياً منهم 275 قاضياً من النساء.

وأشارت عبد الكريم إلى أن المرأة (القاضي) في سورية ترأست مختلف المحاكم بكل اختصاصاتها الجزائية والمدنية، وعلى مختلف درجات التقاضي من بداية واستئناف ونقض، وهي أعلى مرجع قضائي إضافة إلى وجود قاضيات في المحكمة الدستورية والقضاء الإداري.

المستشارة عبد الكريم التي تحمل إلى جانب شهادة الماجستير في القانون الدولي إجازة في الأدب الإنكليزي، ولها ديوان شعر مطبوع بعنوان (قمر وملح) بدأت العمل بالقضاء منذ أكثر من 32 عاماً، وكانت أول قاض في طرطوس، وأعربت عن أملها بأن تعمل جميع نساء العالم من أجل نشر السلام وتكريس حقوقهن وتعزيز الوصول إلى هذه الحقوق والتوعية بها.

مهران أبو فخر

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

فعاليات مختلفة وأنشطة متنوعة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في درعا والسويداء

درعا-السويداء-سانا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة شهدت محافظتا درعا والسويداء فعاليات مختلفة وأنشطة متنوعة