إرادة الحياة تنتصر في مهرجان رأس السنة السورية في اللاذقية

اللاذقية- سانا

أكثر من ست مدن تمثل الأمة السورية سعى مهرجان “إرادة الحياة” لمحاكاتها عبر تجسيدها بشكل رمزي في أرجاء حديقة العروبة وسط مدينة اللاذقية في محاولة لخلق حالة اجتماعية تؤكد على إرادة السوريين وحبهم للحياة.2

ماري المتخصصة بالفنون وحلب بالتجارة واريحا بالأطعمة وصور بالألعاب المائية ونينوى بألعاب الخفة حضرت جميعها طوال أيام المهرجان الثلاثة لاستقبال الجمهور الذي جال أرجاءها وتنقل في معالمها المصورة بأسلوب بسيط لا يخلو من العمق واطلع على معارض المشغولات اليدوية وركن الكتب والعاب الصغار والكبار إضافة لعروض الرقص والمسرح والغناء.

مجموعة من الشباب من بينهم منفذية الطلبة الجامعيين في الحزب السوري القومي الاجتماعي باللاذقية قاموا بتنظيم المهرجان حيث قالت روزيت موراني مسؤولة إعلامية إن “الفعالية تتزامن مع الاحتفال برأس السنة السورية في الأول من نيسان الذي اعتمده السوريون القدماء لأكثر من ستة آلاف عام كتوقيت لبداية السنة الجديدة تزامنا مع بداية الربيع الذي ينذر بحياة جديدة”.3

واعتبرت روزيت أنها فرصة لإعادة نشر مفهوم الحياة لافتة إلى حاجة الناس لمثل هذه الفعاليات المتنوعة ولاسيما أن الحرب التي تتعرض لها سورية استهلكت كثيرا من روحهم فأراد الشباب تقديم هذه الفعالية لأهل المدينة للترفيه عنهم من جهة ولإتاحة الفرصة لمن يملك موهبة أو حرفة لتقديمها وتعريف الجمهور بها من جهة أخرى.

وأوضحت أن الفعالية استضافت أكثر من سبع فرق فنية ومسرحية وتواصلت مع العديد من الجهات الأهلية بمجرد الإعلان عن الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما توجهت للمؤسسات والأفراد المشهورين بأعمالهم المتميزة ليشاركوا في معرض المشغولات اليدوية الذي ضم الإكسسوارات والعباءات والشموع العطرية إضافة إلى الفنون التشكيلية مشيرة إلى أن العروض الفنية كانت مجانية أما الألعاب فكانت بأسعار رمزية كما تم تخصيص جوائز للفائزين في الألعاب .

في ركن مدينة أوغاريت التي قدمت الحرف الأول للبشرية تجد العديد من الكتب القديمة والحديثة لمختلف الفئات والإعمار وتشير عدوية ديوب رئيسة مكتبة الأطفال العمومية المشاركة إلى جانب عدد من الجهات في هذا الركن إلى أن عرض مقتنيات المكتبة من الكتب الموجودة لديها أمر مهم لترسيخ مفهوم التشاركية مع معظم الجهات الشبابية الساعية لإغناء المجتمع بأنشطة فنية ومعرفية هادفة.4

أما ايفانهو مخول مسؤول قسم التصوير في ركن نيقوسيا فأشار إلى أهمية تجسيد المدن المختلفة لتعريف الجمهور بما اشتهرت به وقدمته من حضارة فنية ومعرفية للبشرية جمعاء فقلائل يعلمون ما قدمته مدينة نيقوسيا من مواهب في فن النحت عبر التاريخ .

ويقول.. تسلمت كمصور محترف مهمة تصوير الراغبين بأن يكرسوا لحظات فرحهم في المهرجان إما بهواتفهم أو من خلال كاميرتي الخاصة وإظهار الصورة بشكل فوري لهم وكان للفعالية أثر طيب في نفوس الحضور الذين سأل كثير منهم عن معنى اختيار اسم هذه المدينة ورمزيتها ودورها في أهم فن قدم للإنسانية عبر العصور.

الديكور المتميز كان له أثر بارز في إظهار جمالية الأجنحة ولاسيما أن المخلفات البلاستيكية والورقية والزجاجية كانت عاملا رئيسيا لتزيينها في محاولة لتعميم ثقافة إعادة التدوير وفقا لسوزان يوسف عضو اللجنة التنظيمية.

وأشارت يوسف إلى أن اختيار المواد والألوان لكل جناح كان له أثر في استحضار روح المدينة وتجسيدها بالشكل الصحيح قدر الإمكان.

ونوهت إلى تفاعل الناس مع مختلف الأجنحة والمدن التي تمثلها ولاسيما جناح اريحا المدينة الفلسطينية المعروفة بطعامها الشعبي الشهي الذي ذاع صيطه في مختلف أنحاء العالم وأن الإقبال كان كبيرا على مختلف الأطعمة التي اعتمدت على مكونات محلية طبيعية وقدمت بأسعار مقبولة وجودة عالية دون انقطاع طوال أيام المهرجان.

ياسمين كروم