عيد الفصح.. ورسالة السوريين للعالم-صحيفة تشرين

أحيا الشعب السوري مناسبة عيد الفصح المجيد بكل انتماءاته، وذلك تأكيداً على أن الإيمان بالله هو الذي يجمعهم، وهو الذي يشد أزرهم في مواجهة هذا العدوان البغيض الذي يمارس على الشعب السوري منذ ما يزيد على السنوات الأربع.

في دمشق وفي باقي المدن والمناطق السورية تعانقت أجراس الكنائس ومآذن المساجد لتقول للعالم: إن الشعب السوري هو الحاضن والمصدر الأول للأديان السماوية بصيغتها المعتدلة الصحيحة، وإن ما حاولوا تسويقه من حروب مذهبية لم تزد هذا الشعب إلا أخوة وتلاحماً ومحبة.

التنظيمات التكفيرية التي وظّفتها أمريكا و«إسرائيل»، ودفع بعض الأعراب مليارات الدولارات لتمويلها وشحنها بالحقد لم تترك ديناً أو طائفة أو مسجداً أو كنيسة إلا واستهدفته بحقدها التكفيري الوهابي، فهي تمارس العدوان على مكونات الشعب السوري الذي أعطى أمثولة للعالم في تكاتفه وفي صموده وفي فهمه وتمثله للقيم الإنسانية النبيلة التي تعتبر القاسم المشترك لكل الديانات والتعاليم السماوية.

في عيد الفصح المجيد يقتبس السوريون بعض لحظات الفرح ليجددوا عزمهم على مقارعة الإرهاب، ودحره، وفضح داعميه ومموليه ومشغليه، وتزداد ثقتهم بالنصر الأكيد على هؤلاء الذين أرادوا أن ينشروا ثقافة قطع الرؤوس بالساطور، وحرق الناس بالسيارات المفخخة، وأن يدمروا الحضارة والتاريخ والقيم الإنسانية.

لقد سطّر جيشنا وشعبنا أروع ملاحم البطولة والفداء، واستطاع على الرغم من حجم قوى البغي التي تشارك في عدوانها أن يقول للعالم أجمع إننا لن نتهاون في مكافحة الإرهاب حتى اجتثاثه وإننا بذلك لا ندافع عن أنفسنا فقط، وإنما ندافع عن الإنسانية، لأن «داعش»، أو «جبهة النصرة»، و«أحرار الشام»، و«القاعدة»، و«جيش الإسلام» ما هي إلا مجرد تسميات لإرهابيين يستهدفون الحياة.. يستهدفون حياة البشر والحجر والشجر، وإن إرهابهم هذا يجب أن يواجه بجهد دولي يكفل محاسبة الدول الإقليمية الراعية له، ويكفل أيضاً مراجعة الإدارة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي لسياساتهم التي شكلت في الماضي وفي الوقت الحالي غطاءً سياسياً، وربما عسكرياً، لإرهاب بات يهدد الإنسانية.

بقلم: محي الدين المحمد

انظر ايضاً

استثمار أوروبي بمعاناة السوريين- بقلم: محي الدين المحمد

منذ سنوات والدولة السورية ومعها الأصدقاء والحلفاء، يحاولون بكل ما لديهم من إمكانات إعادة اللاجئين …