جبل المكبر في القدس… معركة صمود مستمرة في مواجهة الهدم والتهجير

القدس المحتلة-سانا

عمليات هدم مستمرة تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة جبل المكبر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، حيث قامت جرافات الاحتلال بتحويل عدد من المنازل والمنشآت فيها إلى أكوام من الركام لتتشرد عائلات بأكملها وينقطع مصدر رزقها، فيما يسيطر القلق على عائلات أخرى بعد إعلان سلطات الاحتلال عزمها هدم 14 منزلاً في البلدة، إضافة لعشرات المنازل بمناطق متفرقة من القدس، في محاولة لتصفية الوجود الفلسطيني فيها .

وأشار راتب مطر من أهالي جبل المكبر في تصريح لمراسل سانا إلى مأساة عائلته بعد هدم الاحتلال منزلهم المكون من طابقين يوم الأحد الماضي، وقال: “حاصرت قوات الاحتلال المنزل بأعداد كبيرة ثم اقتحمته بهمجية ومنعتنا حتى من أخذ ملابسنا، واعتدت على الأطفال والنساء بالضرب، وأجبرتنا على الخروج من منزلنا بالقوة ثم هدمته أمام أعيننا، المنزل الذي يضمنا، فيه ذكرياتنا وأحلامنا تحول في لحظة إلى ركام، وبتنا بلا مأوى”.

ولمواجهة حرب الهدم والتهجير القسري أشعل أهالي البلدة انتفاضة مستمرة في وجه الاحتلال، وتنوعت أساليب نضالهم من إضراب شامل شل جميع مرافق الحياة إلى التصدي على مدار الساعة لاقتحامات قوات الاحتلال وإشعال الإطارات وسكب الزيوت على مداخل البلدة ووضع حاويات النفايات على الطرق لمنع دخول آليات الاحتلال وجرافاته، في صورة أعادت للأذهان انتفاضة الحجارة التي اندلعت عام 1987.

المتحدث باسم أهالي بلدة سلوان فخري أبو ذياب أكد أن الاحتلال منذ بداية العام الجاري كثف عمليات الهدم في القدس وهدم نحو 30 منزلاً، بالإضافة إلى إعلانه مخططاً لهدم 14 منزلاً في جبل المكبر وقد بدأ بالفعل في تنفيذه، مشيراً إلى أن هذا المخطط جزء من مخطط ضخم لهدم 800 منزل في البلدة وإقامة 500 وحدة استيطانية مكانها.

ولفت أبو ذياب إلى أن الاحتلال يخطط أيضاً لهدم عشرات المحال التجارية والمنشآت الصناعية في حي وادي الجوز بالقدس في إطار خطة ممنهجة للاستيلاء على الأراضي وتوسيع الاستيطان، مبيناً أن الاحتلال هدم 1506 منازل ومنشآت في القدس منذ احتلالها عام 1967 ووضع 22345 منزلاً على قائمة الهدم، وهو ما يعادل ثلث منازل مدينة القدس فضلاً عن حرمان أهلها من التوسع العمراني وإجبارهم على الخروج من المدينة للحصول على سكن .

من جانبه منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا أشار إلى أن الاحتلال يصعد عمليات الهدم في القدس لرسم معالم مرحلة جديدة عنوانها التطهير العرقي واقتلاع الوجود الفلسطيني من المدينة، ما يهدد بكارثة في حال لم يتدخل المجتمع الدولي لوقف هستيريا الاحتلال الذي يستغل الصمت والتخاذل الدولي لارتكاب جرائم التهجير القسري وتكريس نظام الفصل العنصري .

وبين الخواجا أن الفلسطينيين أعلنوا برنامجاً نضالياً للتصدي لعمليات الهدم في القدس، ففي قرية الخان الأحمر تم إعلان اعتصام مفتوح بدأ منذ يوم أمس وتنظيم إضراب شامل في بلدة جبل المكبر وفعاليات شعبية في جميع أحياء القدس تنديداً بعمليات الهدم وتأكيداً على أن الشعب الفلسطيني متشبث بأرضه ولن يسمح للاحتلال بتمرير مخططاته التهويدية، مشدداً على أهمية بناء استراتيجية فلسطينية وطنية موحدة من أجل التصدي لمحاولات الاحتلال تهجير الفلسطينيين .

الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أكد أن جبل المكبر وشجاعة الفلسطينيين بمواجهة الاحتلال فيه تعيد للأذهان بسالة الانتفاضة الأولى وتؤسس مرحلة نضال جديدة يؤكد الفلسطينيون فيها أنهم سيواصلون النضال لاستعادة جميع حقوقهم، وهم متجذرون في أرضهم ولن يسمحوا للاحتلال باقتلاعهم منها، موضحاً أن اعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين ومنازلهم وممتلكاتهم في جبل المكبر وباقي بلدات وأحياء القدس والضفة الغربية هي جريمة تطهير عرقي تستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقفها .

محمد أبو شباب

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

الاحتلال الإسرائيلي يهدد بهدم 800 منزل فلسطيني في جبل المكبر بالقدس

القدس المحتلة-سانا لا يكاد يمر يوم دون أن يهدم الاحتلال الإسرائيلي منزلاً أو يعلن مخططاً …