أفريقيا تتنفس الحرية.. بقلم راغب العطية

عندما تغير أفريقيا وجهتها الاقتصادية والتنموية والسياسية والعسكرية بعد مئات السنين من الاستعباد والاستغلال الغربي لها، فهذا يدل على أن هناك صحوة حقيقية لدى شعوب هذه المنطقة، ولديها الرغبة بأن تغير اتجاهها الذي لم يجلب لها طوال هذه القرون الطويلة سوى الفقر والجوع وعدم الاستقرار، واستنزاف مريع لثرواتهم الوطنية المتنوعة.

ويمكن القول اليوم: إن القارة السمراء بدأت تتنفس الحرية بعدما أصبح أمامها خيارات ومنافسون للغرب قادرون على أن يحلوا محله، ويقدمون لأفريقيا الدعم الاقتصادي المادي والتكنولوجي، إضافة إلى الدعم السياسي والعسكري الذي تحتاجه الدول الأفريقية، كونها تعاني الكثير من المشكلات الداخلية، نتيجة للفقر وانتشار البطالة والجريمة، وأخيراً التنظيمات الإرهابية.

ويعد الحضور الصيني في السنوات الأخيرة إلى هذه القارة مترامية الأطراف أبرز سمات المرحلة الأخيرة على وجه التحديد من تاريخ الشعوب الأفريقية، ومن أهم التطورات الاستراتيجية بعد الحرب الباردة.

بالمقابل يتراجع الدور الغربي الفرنسي والأمريكي والبريطاني على الساحة الأفريقية، بالرغم من محاولات حكومات واشنطن وباريس ولندن للحيلولة دون وصول التنين الصيني إلى مجاهل أفريقيا التي تكتنز ثروات ومواد أولية لا تعد ولا تحصى، وخاصة المعادن الثمينة والنفط، وبالتالي خروج هؤلاء المستعمرين من القارة السمراء بشكل غير مأسوف عليه، بل أكثر من ذلك هو مطلب شعبي متنام.

وقول السفير الإريتري لدى روسيا بيتروس تسيغاي: “إن الأفارقة يمكنهم اليوم تنفس الحرية” يختصر المشهد الأفريقي بكل خلفياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويؤكد أن الشباب الأفريقي مصمم على تجاوز مرحلة الاستعمار والهيمنة الغربية، من خلال فتح آفاق جديدة باتجاه دول ليس لديها النزعة الاستعمارية، وفي مقدمتها الصين وروسيا واليابان.

انظر ايضاً

“قاعدة التنف” وإرهاب واشنطن.. بقلم: راغب العطية

ليس سراً ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية بدعمها للتنظيمات الإرهابية والانفصالية في سورية، فالكثير …