الشاب حسين حيدر يتحدى إصابته بمتلازمة داون عبر مشروع لشك الخرز وصناعة الإكسسوارات

حماة-سانا

الإرادة وحب الحياة سر النجاح، وهو ما يثبته يوما بعد يوم الشاب حسين حيدر، المصاب بمتلازمة داون، إذ يتميز بشخصيته وإطلالته وحبه للعمل ورغبته بالتعلم المستمر ليكون فردا منتجا، فلا يشكل عبئا على أسرته ومجتمعه وذلك من خلال دخوله مجال العمل اليدوي، وتعلم مهنة شك الخرز والإكسسوارات.

الشاب حسين، وهو من منطقة سلحب بريف حماة استطاع بإرادته الصلبة أن يكون إنساناً متميزاً قادراً على أن يقدم نفسه بصورته الحقيقية، ويندمج اجتماعياً مع محيطه ويعيش حياته بشكل طبيعي.

وخلال حديثه مع نشرة سانا الشبابية عبر حسين عن سعادته بالعمل وحبه للحياة، وخاصة أنه يحمل مشاعر دافئة لكل من حوله، مؤكداً “أنه يحتاج فقط لمن يؤمن به وبما يمتلكه من طاقات ومواهب، ليجد موطئاً له في المجتمع كغيره من الأشخاص”، وهو الأمر الذي ساعدته فيه والدته إذ حرصت على تعليمه مهنة شك الخرز التي أصبح بارعا فيها بصبره واجتهاده ليبدع في مجال الإكسسوارات وأعمال التزيين.

ووصفت أم سومر والدة حسين تجربتها مع ابنها، بالتحدي الذي لا بد من تجاوزه قائلة: “قررت أن أبذل كل ما بوسعي لتقوية عزيمة ابني ودفعه لخوض غمار الحياة ومواجهة أولى مشكلاته الصحية وهي صعوبة النطق التي تمكن من تجاوزها بدعم ورعاية أسرته الصغيرة التي تقبلته واحتضنته وعرفت كيف تستغل نقاط القوة لديه وتبرزها”.

وأضافت: لم ننظر يوماً إلى حسين على أنه أقل من إخوته، فهو بشخصيته المسالمة الهادئة وأدبه ومحبته الكبيرة لمن حوله َوابتسامته وعزيمته القوية وإصراره على التعلم وبعد تعب ومثابرة واجتهاد اكتسب مهنة شك الخرز بإشرافي ومساعدة أحد الأصدقاء دون التسجيل بأي مركز تدريبي، لتملأ هذه المهنة وقت فراغه وتمنحه الفرصة لينتج في مجال يحبه.

وتابعت: كانت هذه الخطوة في البداية مجرد نشاط ترفيهي وتعليمي انعكست من خلاله موهبة حسين، وبراعته في شك الخرز، وتنسيق الألوان وانتقاء الخيوط، ليطور بعد ذلك موهبته بصناعة الإكسسوار بأشكال مختلفة، ويصبح اليوم قادراً على تصميم أشكال متنوعة من الإكسسوارات وطرحها في الأسواق.

ورأت أم حسين أن اكتساب ابنها، وهو من أصحاب متلازمة داون لمهنة شك الخرز والإكسسوارات دليل على أن أصحاب هذه المتلازمة يمتلكون قدرات كبيرة يجب استغلالها وتوظيفها بالشكل المطلوب مع الحرص على دعمهم، وتذليل العقبات أمامهم ليكونوا مستقلين ومندمجين مع أقرانهم الأصحاء بالمجتمع.

هذا ويعرض حسين أشغاله في محله وجميعها تلقى استحسان وإقبال الفتيات والنساء لشرائها مع تشجيع صفحات التواصل الاجتماعي وتفاعل الناس الكبير معه ليكون ذلك مشروع العمر بالنسبة له، لكونه أسهم في إبراز موهبته وفتح أمامه بابا للرزق.

عبدالله الشيخ وإيفانا ديوب

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

أنشطة توعوية في اليوم العالمي لمتلازمة داون بريف درعا الشرقي

درعا-سانا نفذ متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري جلسة توعية للنساء حول متلازمة داون في بلدة …