الشاعر يحيى محي الدين… قصائد تحمل نكهة الوجع والشغف والجمال

اللاذقية-سانا

الشاعر يحيى محي الدين في طليعة الشعراء السوريين المعاصرين، حيث يحمّل قصائده نكهة الوجع والشغف والجمال، ويبحث في الشعر كحالة إنسانية وفنية مرتبطة بالفكر والواقع.

والشعر بالنسبة لمحي الدين ورغم الاختلاف في تحديد تعريفه يبقى له ثوابت تميزه عن بقية الأجناس الأدبية منها الوزن والقافية، موضحاً أن ذلك لم يقف عائقاً في وجه تحديث وتطوير القصيدة العربية التي اقتضتها الضرورة في بداية عصر النهضة.

وفي حوار مع سانا الثقافية اعتبر أن الشعر لغة قابلة للتطور وهو نتاج الفكر الذي لا ينضب، لأنه في حالة جدل مستمر مع الحياة ومتغيراتها، وهنا لا بد من التفريق بين الشعر والنثر، وهذا الثالوث (اللغة والفكر والشكل) هو ما يشكل بنية القصيدة.

محي الدين اعتبر أنه كلما كان الشعر مزدهر الإيقاع كلما كان أكثر حياة، فلا غنى للجسد عن الروح ولا فضاء للروح وحدها، أما الحداثة بالنسبة له فهي موقف فكري وجمالي من الحياة، وقبل ذلك هي موقف إنساني ولا يمكن لقصيدته أن تنمو خارج هذا المعطى.

وأوضح أن الحداثة ليست بناء فنياً فقط بل رؤية جمالية وفنية تحمل في طياتها تصورات لحياة أكثر عدلا وإنسانية، وقد يراها البعض امتداداً شكلياً وتقليدياً للشعر العربي، لأنه غير قادر على استيعاب أسئلة الحداثة والحضارة.

ويرى محي الدين أن ظهور تيارات شعرية وفكرية تدعو لاعتباره مفهوماً جمالياً وتصورات فنية أقرب ما تكون لإناء فارغ غير صحيحة فلا يمكن للشعر أن يكون بعيداً عن قضايا الإنسان ولكن ليس عليه أن يخلع ثوب الشعر ويتخلى عن الصورة والرمز والايقاع الجميل، وليس عليه أن ينأى عن الانزياحات التي تعطيه عمقاً فنياً ودلالة أرقى في التعبير.

وأشار إلى أن الشعر السوري لا يزال بحالة جيدة رغم تبعات الحرب وانشغال الناس بلقمة العيش ووجود بعض الأصوات الضعيفة، لافتاً إلى تميز الشعراء السوريين، ومؤكداً ضرورة تعزيز مكانة الشعر الحقيقي في المنابر.

ونوه محي الدين بمنشورات اتحاد الكتاب العرب كصحيفة الأسبوع الأدبي ومجلة الموقف الأدبي التي هيأت مناخاً جيداً للنشر، وأفسحت المجال للأصوات الشابة، ولكن ظروف البلاد قللت من دور الصحافة الأدبية نتيجة صعوبة توصيلها إلى المدن السورية، كما أن قلة الموارد أوقفت الطباعة الورقية، وأصبح الإصدار إلكترونياً، ومع ذلك فالمساحة المخصصة للإبداع جيدة.

واقترح محي الدين على المؤسسات الرسمية الثقافية إصدار صحيفة أو مجلة كعمل مشترك يتم توزيعه على المدارس بشكل دوري يهتم بالفئات العمرية المختلفة ليكون رافداً ثقافياً وإبداعياً، يضع تطلعات طلابنا على الطريق الصحيح كونهم بناة المستقبل.

يذكر أن محي الدين شاعر وقاص وعضو هيئة تحرير صحيفة الأسبوع الأدبي وعضو اتحاد الكتاب العرب وأمين سر جمعية الشعر، صدر له مجموعة دواوين منها تلاوة الشغف وخلسة عن الروح، ومجموعة قصصية بعنوان نافذة مريم.

بلال أحمد

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

الشاعر يحيى محي الدين.. سيرة شعرية تأثرت بالطبيعة والمرأة والوطن الموجوع

اللاذقية-سانا حقق الشاعر يحيى محي الدين حضورا أدبيا لافتا من خلال مشاركته الفاعلة في الحراك …