آل سعود.. والعقاب الموعود-صحيفة تشرين

لا أحد ينكر أننا نخوض حرباً هي الأقسى في التاريخ، ذلك لأن الأطراف الدولية التي أشعلت هذه الحرب في سورية وفي دول أخرى في المنطقة جهزت الوقود اللازم لاستمرار هذه الحرب، بالسلاح والمال والإرهابيين والإعلام والفتاوى التكفيرية، وأغلقت جميع أبواب الحلول السياسية التي يمكن أن توقف الحروب بالمفاوضات.. أربع سنوات ومنطقتنا مشتعلة تحت لافتة ما يسمى «الربيع العربي» الذي ابتدعه الصهيوني الفرنسي برنار ليفي لتنفيذ خطة الإدارة الأميركية في إشاعة «الفوضى الخلاقة» ولتفكيك مكونات المنطقة وإعادة تركيبها من جديد وبما يخدم المشروع الأميركي- الإسرائيلي.. والعمل على حرق البنى الاقتصادية والروابط الأزلية بين سكان الدول، وتحويل العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد إلى صراع دموي لا هدف له سوى القتل والخراب والتشرد والفقر.

الأطراف التي تمارس العدوان على سورية هي ذاتها التي تمارسه وبشكل مباشر على الشعب اليمني، بقيادة ظاهرية لمملكة آل سعود التي تتزعم تحالفاً أمريكياً- إسرائيلياً لتدمير ما تبقى من اليمن، وبمشاركة أو مباركة الأعراب الذين ثبت أنهم لا يقلون حقداً وصهيونية وتهوراً عن «إسرائيل».. السعودية التي لا يزال فيها نظام الرق والعبودية هي التي تقود الحروب تحت لافتة نشر الديمقراطية.. الديمقراطية التي تبيح قطع الرؤوس بالسواطير، وحرق الناس بالسيارات المفخخة، وفي شراء وبيع الإنسان وتكبيل المرأة بكل ما يفقدها الشعور بإنسانيتها لدرجة يمكن أن تحسد البهائم على عيشها.. آل سعود هؤلاء يخوضون حرباً سخّروا لها مئات مليارات الدولارات لتدمير كل الدول التي اعتمدت على ذاتها وحققت لأبنائها الحياة الكريمة سياسياً واقتصادياً وإنسانياً، لأن آل سعود اللاهثين وراء دوافعهم الغريزية في مواخير البغاء والقمار والمنبوذين أصلاً في الغرب والشرق وحتى ضمن أسرهم أوكلت إليهم هذه المهمات القذرة لتدمير ما عجزت عن تدميره «إسرائيل» وأميركا وتركيا.. متسلحين بحقدهم وأموالهم وغبائهم..

اللعبة باتت مكشوفة، والحرب الإجرامية تتطور إلى فصول أشد سوءاً.. لكن مخطئ من يظن أن آل سعود وشركاءهم قادرون على تغيير قواعد التاريخ والجغرافيا.. ومخطئ أيضاً من يظن أن النيران التي أشعلوها في سورية وتونس وليبيا ومصر واليمن ولبنان وأفغانستان لن تحرق وجوههم الصدئة، التي أدمنت الخيانة والتلاعب بمصائر البشر. للأسف حروب المنطقة وصولاً إلى أوكرانيا لن تنتهي طالما استمر أعداء الإنسانية بممارسة شذوذهم السياسي والعسكري والأخلاقي دون محاسبة تذيقهم من الكؤوس الصدئة التي يحاولون إذاقتها لكل من لايجاريهم شذوذاً وخسة وتآمراً.

بقلم: محي الدين المحمد

انظر ايضاً

استثمار أوروبي بمعاناة السوريين- بقلم: محي الدين المحمد

منذ سنوات والدولة السورية ومعها الأصدقاء والحلفاء، يحاولون بكل ما لديهم من إمكانات إعادة اللاجئين …