واشنطن تشكو جواسيسها بقلم: ديب حسن

ليس عادياً أن تعلن واشنطن _وعلى لسان رئيسها_ أنها مستاءة من تصرفات وسلوك (تويتر)، الأمر كما يظن البعض أنه شكوى عادية وحرية تعيير كما يدعون.. نظن أنه ليس هكذا أبداً، فمن المعروف أن البنتاغون يجند كل مشتقات وألوان الفضاء الأزرق لخدمته ولا يجدون غضاضة بالقول: إنها صناعات عسكرية أميركية؛ أي سلاح ناعم فتاك، وترتبط بشكل عضوي بما تقوم به وتوجهه وزارة الدفاع الأميركية.

وكانت وزيرة الخارجية الأسبق هيلاري كلينتون قد أعلنت غضبها من تويتر لأنها أرادت إجراء بعض التحديثات، فيما كانت واشنطن حينها تشن حرباً إعلامية على طهران، ومنعت واشنطن تويتر من القيام بالتوقف المؤقت حتى تتم العملية التي تشنها ضد الشعب الإيراني.

واليوم يعود الأمر بالصيغة نفسها، بايدن يرى أن تويتر تنشر الأكاذيب في العالم.. تُرى من نصدق بايدن أم تويتر..؟

أليست تويتر الجناح الأطول بين أدوات نشر الأكاذيب التي تبتكرها الإدارة الأميركية ومراكز دراساتها..؟

هل انحرفت تويتر قليلاً عما رُسم لها؟ أكان ذلك من أجل المزيد من تحقيق شروط العمالة والكسب المالي، أم إنه محاولة لتبييض الصفحة وذر الرماد في العيون أمام العالم، على أساس أنها ليست في عباءة وتحت جناح وإمرة الإدارة الأميركية..؟

الشكوى ليست عابرة ولا بريئة ولا يمكن أن تصب أو أن تكون في خانة الدفاع عن القيم الإنسانية، ولا سيما الصدق.. فمتى كان الكاذب يدافع عن المصداقية، قد يطول الزمن حتى تتكشف أسباب تصريحات بايدن، لكن علينا ألا ننسى أن جميع مشتقات ومؤسسات غوغل هي أسلحة أميركية ويوجهها البنتاغون وفق خططه واستراتيجياته.

انظر ايضاً

دعم واشنطن للعدوان الإسرائيلي.. وحساب الربح والخسارة!… بقلم: جمال ظريفة

لا وصف لما منيت به السياسة الأمريكية في الآونة الأخيرة بعد الانخراط بالعدوان على غزة …