مونودراما ليلة أخيرة على مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية

اللاذقية-سانا

احتضن مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية مساء اليوم عرضا مسرحيا /مونودراما/ بعنوان ليلة أخيرة في الصالة التي حملت اسم الفنان الراحل نضال سيجري كتحية حب ووفاء لمن صنع الفرح وأدخل الابتسامة بكل سلاسة وعفوية وملأ القلوب بالحب والضحكات الجميلة.

العمل الذي جاء بإشراف اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية وبالتعاون مع مديرية ثقافة اللاذقية، حمل عنوان “ليلة أخيرة”، يتحدث عن رجل خمسيني بائع كتب مستعمله يدخل إلى بيته هربا من القذائف، ليبدأ الحديث لزوجته خديجة عن زوجاته الثلاث السابقات اللواتي كن يهربن منه، لأنه عقيم ويتهم

زوجاته بالعقم، وينتهي العمل برغبة البطل بالانتقام بقتل زوجته، لكنه يتراجع في اللحظات الأخيرة، نتيجة الصحوة والحالة الإنسانية التي تحرك وجدانه وتجعله يتراجع عن هذا الفعل.

الممثل مدين رحال بين لمراسلة سانا أن الشخصية تحمل جميع التناقضات التي تحملها النفس البشرية، فهو الكريم والبخيل اللئيم والطيب الخبيث الماكر والبسيط، لافتا إلى أن هذا العمل عرض أربع مرات في دمشق وريفها وحماة، ولكن عرضه في الصالة التي تحمل اسم الفنان الراحل له وقع مختلف، وهذا العرض جاء إكراما وتقديرا لمسيرته الحافلة بالعطاء، مبينا أن هذه المسرحية ستجول المحافظات كافة.

وبدوره المؤلف والمخرج محمد الحفري أكد أن الفنان الراحل يمثل أنموذجا للشاب المكافح الذي خرج من الريف وانتصر بموهبته، تاركا بصمة كبيرة في مجال الفن، ومؤكدا مقولة “أن الحب ينتصر على كل الأحقاد”، موضحا أن العمل يشتغل على فكرة العقم، فالمرأة مجموعة من العواطف والمشاعر والأحاسيس، وهي شجرة عندما لاتستطيع أن تثمر تبحث عن أمطار أخرى.

وأشار إلى أن فن المونودراما شديد الصعوبة، فهو يوصف بالسهل الممتنع، فالممثل يحمل العرض كاملا لكونه يجسد شخصيات عدة، إضافة إلى الشخصية التي يؤديها.

شقيق الراحل المشرف والمنسق للعمل المسرحي فواز سيجري بين أن حكاية الفنان نضال حكاية فنان سوري أصيل، أهدى عمره لفنه ووفاء لوطنه، فهو حكاية صمود وفن وثقافة ترك بصمة في داخل كل سوري وهذا أكبر دليل على انتمائه الوطني وبصمته الباقية رغم رحيله.

كما عرض فيلم قصير يستعرض تاريخ ومراحل حياة الفنان الراحل الذي ولد في محافظة اللاذقية، منحدرا من قرية شيزر في حماة، فكان عاشقا لأجواء مدينته الشعبية، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج في مطلع التسعينيات، وقدم العديد من الأعمال الرائعة إلى أن أصيب بمرض عضال أدى إلى استئصال حنجرته، بعدها رحل عن عالمنا في 2013، مخلفا سجلا حافلا من الأعمال المؤكدة لبصمته الفنية والإبداعية الاستثنائية.

وفي كلمة للفنان والصديق الممثل عبد الله شيخ خميس الذي تحدث عن صداقته العميقة بالراحل، واصفا إياه بأنه فنان بكل معنى الكلمة ومعلم وصديق، أدخل الفرح والسرور لقلب كل من عرفه، مؤكدا أن الساحة الفنية افتقدت قامة فنية كبيرة برحيله.

كما وصف الدكتور محمد إسماعيل بصل رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية الفنان الراحل بالفذ، وهو حسب تعبيره تشيخوف العرب، فهو المثقف الذي يقرأ كثيرا ويصنع الشخصية ويخلق حالة إبداعية.

وبدوره مدير الثقافة مجد صارم وصف الراحل بأنه المسرحي المميز الذي ترك بصمة لاتنسى في قلوب السوريين، فهو ابن هذا البلد العظيم وروحه حاضرة في كل الأعمال المسرحية وبصمته باقية خالدة رغم رحيله.

وفي نهاية الأمسية قدم درع تكريمي وفاء وتقديرا لروح الراحل نضال سيجري ومسيرته الفنية الذاخرة بالعطاء.

غفار ديب

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

الوزير صباغ يترأس وفد سورية خلال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة

نيويورك-سانا وصل وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ إلى نيويورك صباح اليوم لترؤس وفد سورية خلال …