كلاسيكيات شرقية وغربية في ختام أسبوع الموسيقا السوري باللاذقية

اللاذقية-سانا

البيانو كلاسيك كان عنوان عروض اليوم الأخير من أسبوع الموسيقا السوري الذي أقامته مبادرة “الباحثون السوريون” في اللاذقية حيث اعتلى ثلاثة عازفين شباب مسرح دار الأسد للثقافة وقدموا كل على حدة مقطوعات موسيقية لكبار المؤلفين الغربيين في جو ساده الهدوء لدقة العازفين ومهارتهم في إخراج النوتات.

البداية كانت مع الدكتور كرم خضور الذي افتتح الحفل بمعزوفات لبيتهوفن وفرانز ليست ورخمانينوف وغيرهم من الموسيقيين الكبار حيث اعتبر في حديثه لـ سانا أن مشاركته في الفعاليات فرصة حقيقية بالنسبة له للظهور أمام الجمهور باعتبار أنها المرة الأولى التي يعزف بها على مسرح كبير وأمام حضور عريض كهذا.

2

ويضيف حاولت اختيار معزوفات مسموعة ومعروفة قدر الامكان كي احافظ على انتباه الجمهور لاطول فترة ممكنة من المدة المخصصة لي للعزف كما أن تفاعل الجمهور ساعدني لانسجم بشكل كبير مع الجو السائد واقدم افضل ما لدي ولاسيما نني اتعلم تقنيات العزف بمفردي دون معلم لذلك كانت مغامرة كبيرة اختيار تقديم مقطوعات تحتاج إلى خبرة عالية في الأداء.

وموسيقا فيلم جنازة احلامهم ومقطوعات كلاسيكية لشوبان ورقصة ترانتيلا الايطالية كانت أبرز ما قدمه العازف هيفيار جعفر الذي يجد في موسيقا البيانو الكلاسيكية جانبا من العمق والصدق غير متوفر في البيانو المودرن على حد تعبيره معتبرا أن “الجمهور السوري لا يستمع الى الكلاسيك بشكل كبير لكن تعريفهم به دوريا وبأسلوب متواتر يمكن ان يزرع بذرة للانطلاق نحو هذا العالم الواسع وخاصة في هذا الظرف الذي تمر به سورية لإثبات إرادة الحب والحياة التي تعد الموسيقا روحا لها”.

بدوره قدم العازف فادي مستريح مقطوعة واحدة تعتمد على الارتجال على البيانو مرتكزا على لحن كلاسيكي لشوبان بعنوان “النجم الحالم”.

وقدم كورال معهد تيمبو بقيادة الفنان غابي صهيوني فقرة من الأغاني الوطنية اضافة لاغنيات كلاسيكية عربية مثل يا “مسافر وحدك-الليل يا ليلى-اعتزلت الغرام” أداها بشكل منفرد كل من فرح موسان وآنا بيطار وكرم فرح وكارولين اشخانيان التي لفتت إلى أن المجموعة اختارت اغنيات عربية يمكن أن تظهر أصوات أفراد الكورال الثمانية دون أي تمييز مشيرة إلى أهمية متابعة التدريب الجاد للارتقاء بالموهبة التي لا تكفي وحدها ولاسيما أن المجموعة اختارت أغنيات صعبة الأداء.

من جهته أشار غابي صهيوني إلى أن تقديمه فقرة منفردة إلى جانب معهد تيمبو أعطته الفرصة للتعريف بجديده على الصعيد الفني وهي أغنية “قلبي وداني” من الحانه وتأليف عبد الناصر رضا حيث قدمها بمشاركة آلتي الأورغ والعود و تندرج في الإطار العاطفي معتبرا أنها من السهل الممتنع في مجال الغناء وتحتاج صدقا وإحساسا عاليا في الأداء.

ورأى أن تقديم أغنيات شرقية بأصوات طلاب معهد تيمبو هو تكريم للملحنين والمطربين العرب الذين غنوها وعرفوا الناس بها مؤكدا أن الشباب والشابات متخصصون بمختلف ألوان الغناء الشرقي والغربي لكنهم أرادوا تقديم الشرقي فقط في هذه الحفلة كبادرة لاستذكار الماضي بأسلوب شبابي معاصر.

يشار إلى أن فعاليات أسبوع الموسيقا السوري في اللاذقية استمرت لثلاثة أيام على مسرح دار الأسد للثقافة واستضافت أكثر من 30 مغنيا وعازفا إضافة إلى فرق موسيقية متنوعة.