لليوم الثامن… الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصار نابلس

القدس المحتلة-سانا

يواصل الاحتلال الإسرائيلي حصار مدينة نابلس بالضفة الغربية لليوم الثامن من خلال إغلاق مداخل المدينة ومخارجها، وفرض إجراءات مشددة على حواجزه في القرى والبلدات المحيطة بها، فارضاً بذلك عقوبات جماعية على نحو 420 ألف فلسطيني يقطنون المدينة في محاولة فاشلة لكسر إرادة صمودهم وثنيهم عن مواصلة المقاومة.

اليوم أغلقت قوات الاحتلال مخرج بلدة حوارة جنوب نابلس وأقامت حواجز على امتداد شارع البلدة الرئيسي ومدخل بلدة بيتا، وعرقلت حركة مرور الفلسطينيين على مداخل ومخارج بلدات صرة والمربعة وبيت فوريك والحمرا شرق وشمال نابلس، ومنعت المزارعين في قرية سالم شرق المدينة من التوجه إلى قطف ثمار الزيتون من أراضيهم، فيما واصلت إغلاق مداخل بلدة دير شرف غرب المدينة بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية لفصل نابلس عن مدينتي طولكرم وجنين شمال الضفة.

الخارجية الفلسطينية أكدت أن سلطات الاحتلال توسع مساحات إرهابها يومياً، وتفرض إجراءات تندرج في إطار العقوبات الجماعية التي تستهدف الفلسطينيين، من حيث شل قدرتهم على الحركة وإغلاق مداخل بلداتهم وقراهم ومخيماتهم، كما هو الحال في الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة ومدينة نابلس ومخيم شعفاط ومحيطه، وتوفيرها الحماية للمستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين وخاصة في موسم قطاف الزيتون بهدف قطع العلاقة بين الفلسطيني وأرضه والاستيلاء عليها لتوسيع الاستيطان، مطالبة مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن المتحدث الإعلامي باسم الفعاليات الوطنية في نابلس غسان حمدان قوله: إن قطاعي الصحة والتعليم هما الأكثر تضرراً جراء الحصار، فمعظم المعلمين من الريف أو المدينة لم يتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم، وطلبة الجامعات تحولوا إلى التعلم إلكترونياً، الأمر الذي يهدد استمرار عملية التعليم، مضيفاً: إن عيادات الرعاية الصحية في الريف تأثرت كون طواقمها من المدينة ما انعكس على واقع الخدمات المقدمة، كما أنها بدأت تواجه نقصا في الأدوية جراء منع الاحتلال إدخالها.

وأوضح حمدان أن القوى الوطنية الفلسطينية وجهت دعوات لممثلي المنظمات الدولية وللقناصل العاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وللصحفيين العاملين في وسائل الإعلام الأجنبي لزيارة نابلس، للوقوف على معاناة الأهالي جراء الحصار الظالم الذي يفرضه الاحتلال، مشيراً إلى تنظيم فعاليات احتجاجية يومية وخاصة في بلدة حوارة التي تعاني اعتداءات يومية من قبل المستوطنين.

من جهته لفت رئيس بلدية نابلس سامي حجاوي إلى أن الحركة التجارية والاقتصادية شبه متوقفة في المدينة جراء عدم تمكن الفلسطينيين من خارج المدينة من دخولها، كما أن مخزون المواد الغذائية مهدد بالنفاد لعدم سماح الاحتلال بإدخالها، مؤكداً أن معاناة الفلسطينيين لا تقف عند هذا الحد بل تتفاقم جراء اقتحامات الاحتلال اليومية وتنكيله بهم وتخريبه محتويات بيوتهم ومحالهم التجارية، وأنه مهما بلغ إرهاب الاحتلال لن يثني الفلسطينيين عن مواصلة المقاومة حتى دحره واستعادة كامل حقوقهم الوطنية.

إجراءات الاحتلال المشددة وحصاره الجائر لا يطال نابلس وحدها، فقد طال قبلها مدينة جنين ومخيم شعفاط وبلدة عناتا في القدس المحتلة الأمر الذي ترك تداعيات خطيرة على الاقتصاد الفلسطيني الذي يعاني أصلاً أوضاعاً صعبة جراء جائحة كورونا وارتفاع أسعار السلع عالمياً.

بدوره أشار رئيس غرفة تجارة جنين عمار أبو بكر إلى أن النمو الاقتصادي هذا العام سيتباطأ، وأن التقديرات بنمو الاقتصاد الفلسطيني بين 2 و3 بالمئة على ضآلتها لن تكون متاحة مع استمرار التدهور في الأراضي الفلسطينية جراء الاقتحامات والإعدامات والاعتداءات التي يرتكبها الاحتلال ومستوطنوه وما يرافقها من حصار وإغلاق للمدن وقطع الطرق فيما بينها.

ورغم مطالبات الفلسطينيين التي لا تنقطع للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والصليب الأحمر بالدخول إلى المدن التي تحاصرها قوات الاحتلال ليكونوا شهودا على فظائعه ويعملوا من أجل رفع الحصار ووقف العدوان يواصل المجتمع الدولي صمته وسياسة الكيل بمكيالين، الأمر الذي يوفر الحماية للاحتلال لمواصلة جرائمه وتنفيذ مخططاته الاستيطانية الاستعمارية.

ميادة زاهر

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc