التسويات.. بأبعاد إستراتيجية .. بقلم أحمد حمادة

التسويات التي تجريها الدولة، في أكثر من محافظة، تعد في بعدها الإستراتيجي خطوة كبرى في طريق معالجة كل مظاهر الخروج عن القانون، والتمهيد لإعادة الأمن، والانطلاق نحو الإعمار، ومن زاوية أخرى هي نصر على مشغلي الإرهاب، وطيّاً لأجنداتهم ومخططاتهم، ووأداً لأفكار متعهدي التطرف والكراهية كداعش والكيان الإسرائيلي المحتل.
منذ أيام تمّ افتتاح مركز لتسوية أوضاع الفارين من الخدمة الإلزامية والاحتياطية في مدينة حماة، وقبله بأيام في السويداء، وعلى مدار الشهور الماضية مراكز أخرى على امتداد جغرافيا الوطن، من الجزيرة إلى درعا فشمال حلب.
وفي جميعها كانت العلامة الفارقة أنها تجري بحضور فعاليات أهلية واجتماعية كبيرة، إضافة إلى الرسمية، ووسط إقبال عدد كبير من الراغبين في تسوية أوضاعهم، للمساهمة في الدفاع عن الوطن وبنائه، والاستفادة من مراسيم العفو التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد، غير مكترثين بتضليل الدعاية الغربية، التي كذبت وروّجت الكثير من الأباطيل والأضاليل.
وفي بعدها الإستراتيجي، وفي أول جانب إيجابي منها، تمثل التسويات خطوة مهمة على طريق معالجة كل مظاهر الخروج عن القانون، لأن الأمم والدول تبنى في أولى لبناتها عبر قوانينها، واحترامها، والالتزام بكل تفاصيلها، وأما الخروج عنها فيمثل أول طرق الهدم والفوضى “الخلاقة” التي أرادتها أميركا لنا، وتغنت بعكسها في ولاياتها.
وفي بعدها الآخر، فإن التسويات تشكل فرصة ثمينة لكل من غُرِّر به، ولم تتلطخ يداه بدم السوريين، بالعودة إلى الوطن، كي يمارس دوره في إعادة الأمن إلى ربوعه، وكي يقوم بواجباته الوطنية تجاه بلده، الذي عاث الإرهاب في جسده فساداً وقتلاً وسرقات ممنهجة وفوضى هدامة.
والتسويات حيّدت العديد من المناطق عن مواقع المواجهة، وجعلتها ساحة آمنة ونقطة انطلاق لها باتجاه مناطق أخرى، تنشد الاستقرار وعودة دورة الحياة إلى شرايينها، وهي في جانب آخر دليل ضد منظومة العدوان التي تشكك بجدوى عودة السوريين إلى وطنهم، بل وسحب البساط من تحت أقدام ميليشيا “قسد” الانفصالية، التي حاولت العزف على حبال التشكيك والتضليل، وضيّقت على أهلنا، وأغلقت غير مرة المعابر المائية بوجههم لمنع وصولهم من الريف والجزيرة إلى مراكز التسوية.
وهي كذلك قضّت مضاجع الكيان الإسرائيلي، بعد عودة الأمن والأمان إلى ربوع المنطقة الجنوبية، فأربك الاستقرار هناك حساباته، وكبح جماح مخططاته لفصل الجنوب عن وطنه الأم، وضم المزيد من أراضي الجولان إلى كيانه الغاصب.
أخيراً ما كانت التسويات لتتم، وتتواصل، لولا أن الدولة مدّت يدها، وفتحت ذراعيها لكل أبنائها، على أمل بناء هذا الوطن الشامخ بأفضل مما كان قبل الحرب العدوانية عليه.

انظر ايضاً

أكبر مجزرة “صحفية”.. وعالم يكتفي بالإدانة!.. بقلم: أحمد حمادة

هنا في غزة، لا حماية دولية للصحفيين، لأن “المدلل غربياً” هو الجلاد الصهيوني، هنا قواعد …