استراتيجيات غربية مدروسة.. بقلم: منهل ابراهيم

تعلمنا في حياتنا أن ارتكاب الأخطاء أمر غير مقبول، وقد تهز مكانة الأشخاص أخطاء على المستوى الفردي، وتنعكس سلباً وبنتائج كارثية على من حولهم، فكيف الحال عندما ترتكب دولاً أخطاء قاتلة في سياساتها، كما تفعل الدول الغربية، التي بدأت تهتز مكانتها في العالم نتيجة الأخطاء الكبيرة والفادحة التي ترتكبها آلتها السياسية والعسكرية والاقتصادية.

الأصوات الكثيرة التي ارتفعت في الغرب في الفترة الماضية تنتقد سياسات أمريكا والدول الغربية في التعامل مع الأزمات كما يحصل اليوم مع الأزمة في أوكرانيا وتحملها مسؤولية الأزمة ومعاناة الشعب الأوكراني، واستمرار الحرب نتيجة مواصلة الغرب دعم النظام في كييف بالسلاح والمرتزقة، وهذا حصل في بلدان عديدة ابتليت بأزمات من نسج أيدي الغرب وفكره الملوث والمنحاز للحقبات الاستعمارية بهدف استرجاعها.

ما فعله الغرب في العراق وسورية، من احتلال وغزو، وتدمير، وما يفعله اليوم في أوكرانيا، لابد من وضع نهاية له، وفي كل مرة عندما يتقادم الزمن و تنتهي الحروب نسمع الرؤوس الحامية في الدول الغربية وعلى المستويات الرسمية يعتذرون عن أخطائهم ومواقفهم، بعد أن تكون الدول المستهدفة بحقدهم دفعت أثماناً باهظة، وتضرر العالم بأسره جراء تداعيات تلك الأخطاء والسياسات التي تنتج الحروب القبيحة.

هذا نهج غربي عرفناه عل امتداد العقود الماضية، يرتكبون جرائم كبرى، ثم يقولون تلك كانت أخطاء نعتذر عنها، كما كان احتلال وغزو العراق كارثة وجريمة كبرى ارتكبتها أمريكا قادت إلى تدمير البلاد وإغراق المنطقة في الفوضى، وحين انسحبت أمريكا بشكل فوضوي من أفغانستان وما ترتب على ذلك من كوارث في حياة الشعب الأفغاني،عاد مسؤولون وخبراء أمريكيون مرة أخرى ليعتذروا عن الخطأ الذي تم ارتكابه.

حقيقة الأمر أنها ليست أخطاء، بل هي استراتيجيات غربية مدروسة ، تفضي لنتائج معروفة لديهم أقلها الجرائم التي تم ارتكابها عن سبق إصرار وترصد، واعتذار الغرب عن أخطاء تسخيف لمجريات الأحداث، والخراب الذي نزل بالبلدان المستهدفة بحروبهم الظالمة، ويندرج في إطار محاولات تبييض صورة الغرب وجرائمه الوحشية في شتى بقاع العالم.

ما فعله الغرب من سلوكيات التخريب والتدمير والقتل التي يتلوها منطق الاعتذار الأعوج ، وما يدفعه العالم من ثمن فادح بسببها هو أحد أكبر الأسباب التي تقود إلى نهاية حقبة الهيمنة الغربية وعقلية القطب الواحد، وتحتم قيام نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب تنتهي فيه الهيمنة والأخطاء الغربية المقصودة بحق الشعوب المسالمة.

وعلى المستوى الاقتصادي أيضاً ترتكب الولايات المتحدة والدول الغربية الأخطاء، وهذا أدى إلى حدوث أزمة بالمنتجات الزراعية في السوق العالمية، وهذه الأخطاء الاقتصادية تشبه السياسية والعسكرية، وهي مقصودة، وتصنف في عقلية الغرب كأخطاء ، لكن الغرب في الحقيقة يقود العالم نحوها بكل وعي حتى لو كان ذلك على حساب شعوب تلك الدول الغربية التي تعاني من سياسات قادته التابعة لنظريات التخريب الأمريكية، والتي تحاول واشنطن في النهاية إلصاقها بخصومها وتحميل الآخرين أعباء أخطائهم المقصودة.

على الدول الغربية تغيير سياساتها وتصويب أخطائها المقصودة وغير المقصودة، و تقديم تنازلات لتجنب مواصلة التصعيد في العالم ضد خصومها، و يجب على الغرب التوقف عن استعراض قوته وإرسال الأسلحة لمن يتحالفون مع فكره ونهجه، والعمل على مسار التسويات الدبلوماسية، وإلا فإن الغرب يتحمل مسؤولية جسيمة لما قد يحدث من تصعيد قد يصل لخطوط حمراء خطيرة جداً في مناطق الأزمات، كما هي الحال اليوم في أوكرانيا.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

أصحاب شعار الفيل والحمار والأوهام.. بقلم: منهل ابراهيم

يحاول الفيل والحمار المنضويان تحت راية العم سام والمختلفان انتخابياً، المتفقان بالغزو والاحتلال ووجود قطعانهم …