معارض وحرف يدوية ضمن فعاليات مهرجان التراث الشعبي بطرطوس

طرطوس-سانا

انطلقت اليوم فعاليات مهرجان التراث الشعبي في محافظة طرطوس والذي تنظمه مديرية التراث الشعبي في وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية ثقافة طرطوس بمشاركة 18 فنانا حرفيا ومصورا فوتوغرافيا من المحافظة ويتضمن معرضا فنيا وعروضا شعرية زجلية وموسيقية وندوات تخصصية حول بعض فنون التراث السوري.

2

وفي كلمة له خلال افتتاح المهرجان في ثقافي مدينة طرطوس رأى معاون وزير الثقافة توفيق الإمام أن “التراث الشعبي ثروة إنسانية كبيرة” تكتسب أهميتها من توارثها عبر الأجيال لتكون عبرة من الماضي ونهجا يستقي منه الأبناء الدروس مبينا أن التراث يكشف ملامح الهوية الوطنية والقومية بما يسجله على مدى قرون من أفراح وأحزان فضلا عن دوره الأساسي في توثيق أهم المراحل بتاريخ الشعوب بالقصائد والأغاني الشعبية.

وذكر “إن إقامة المهرجان في هذه الظروف الصعبة رسالة لكل من تآمر على الوطن بأن الحياة مستمرة على هذه الأرض” التي ضرب فيها التاريخ جذورا وسجل تراثا لا يمكن محوه لتبقى سورية شعلة للحضارة والعراقة والجمال.

4

وأكدت مديرة ثقافة طرطوس ليندا ابراهيم حرص المديرية على دعم كل النشاطات التي تحفظ الهوية الثقافية والحضارية وتسهم بتوثيقها وإعادة إحيائها وتطويرها على الحرفيين والصناعيين مشيرة إلى أن الحفاظ على الحضارة “لا يقف عند إحياء التراث بل تطويره فكرة وروحا”.

5

وتضمن الافتتاح تكريم باحثين في مجال التراث الشعبي وهم الأديب الدكتور محمد الحاج صالح رئيس جمعية العاديات الثقافية والشاعر الزجال علي يونس يوسف والباحث في التراث الريفي الساحلي حسن اسماعيل.

6

وأعرب الحاج صالح عن اعتزازه بتكريم وزارة الثقافة تقديرا منها لأهمية التراث وتخليده عبر الأدب والفن في حين أشار اسماعيل إلى جذور التراث المتعمقة في تاريخ سورية أدبا وفنا وعادات وإرثا روحيا وطبيا بما يؤكد ضرورة صون هذه الموروثات وتجديدها لتزداد اصالة وجمالا بينما ألقى الشاعر علي يوسف مجموعة من قصائده الزجلية عن الحب والطبيعة والوطن ومنها قصائد تعود إلى عام 1957.

8

كما قدمت جمانة حرفوش عرضا حول الملابس التراثية تخلله عرض أزياء للباس الساحلي السوري القديم واختتم حفل الافتتاح بعرض مسرحي غنائي لفرقة أرادوس بعنوان “سورية الكلمة واللون واللحن” للفنان ثابت عمران مدير الفرقة تضمنت مختارات موسيقية وأغاني تستعرض تاريخ سورية بأمجاده ومراحله الصعبة.

حضر الحفل أمين فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي غسان أسعد وعدد من أعضاء قيادة فرع الحزب والمكتب التنفيذي وفعاليات ثقافية ورسمية وأهلية.

7

وفي صالة طرطوس القديمة للمعارض افتتح معرض للصور الضوئية من تراث منطقة الساحل السوري شارك به المصورون الفنانون علي نفنوف وعبد الحميد هلال ولؤي غصن بنحو تسعين صورة فوتوغرافية.

والمصور الفوتوغرافي غصن الذي تظهر مشاركاته ملامح من مدينة طرطوس وكورنيشها وآثار عمريت ومغارة الضوايات أكد أهمية المعرض للمصورين المشاركين لما له من دور في إبراز مساهماتهم وتطوير موهبتهم فضلا عن أهمية الصور المعروضة في توثيق ملامح الحياة للأجيال القادمة.

كما افتتح في إطار فعاليات اليوم الأول معرض الحرف اليدوية التقليدية في الساحل السوري بمشاركة 15 فنانا وفنانة في مختلف المجالات الحرفية.

9

والحرفية جمانة ابراهيم التي شاركت بعدد من لوحات القش الطبيعي والخيزران أكدت أهمية المهرجان بتوعية الجيل الشاب باهمية الحفاظ على التراث الذي يشكل هويته وإعادة إحياء هذه الحرف وحمايتها من الاندثار.

وتضمن جناح الفنان نمير محمد معروضات حرفية وقطعا تراثية ومجلدات تاريخية نادرة منها معجم لسان العرب بنسخته الأقدم وعدد من مجلة المقتطف السنوية التي كانت تصدر في مصر يعود إلى عام 1898 والعديد من الطوابع والعملات وأدوات الزراعة والفوانيس والنحاسيات العتيقة.

ويستمر المهرجان حتى الثلاثاء القادم متضمنا محاضرة حول الأغنية الشعبية وندوة بعنوان “حرفتي هويتي” وأمسية زجلية وفيلما سينمائيا بعنوان “مملكة أوغاريت” وحفلا موسيقيا تراثيا للفنان مهدي ابراهيم وفرقته.

الأغاني التراثية في محاضرة بثقافي طرطوس ضمن فعاليات المهرجان

وأقامت مديرية التراث الشعبي بالتعاون مع مديرية ثقافة طرطوس مساء اليوم محاضرة حول الأغاني التراثية للباحث نزيه عبد الحميد في المركز الثقافي العربي بمدينة طرطوس وذلك ضمن فعاليات المهرجان.

وبين عبد الحميد أن من أهم سمات الأغنية التراثية أن تكون سائدة في منطقة يعرفها الجميع ويغنوها في المناسبات وعلى الأغلب لا يعرف كاتبها أو ملحنها أو زمن الذي قيلت فيه فيما تتألف الألحان التراثية من جملتين موسيقيتين أو ثلاث على الأكثر ليسهل حفظها وتردادها لافتا إلى أن الأغاني التراثية تتنوع موضوعاتها فهناك أغان دينية وأغان للأعراس وغيرها.

وذكر أسماء عدد من الأغاني التراثية العامة كالدلعونا واللالا والتي لكل منها أكثر من لحن وأغان أخرى مثل مريم مريمتي وسكابا وجملو ويا ظريف الطول مبينا وجود أغان تراثية خاصة بمنطقة معينة مثل دلهو في الجزيرة ولاكتب ورق وارسلك في السويداء وشفتك ياجفلة في الساحل السوري.

وأكد ضرورة البحث عن الأغاني التراثية وتوثيقها قبل أن ينساها الناس لتبقى إرثا محفوظا للأجيال القادمة ليتعرفوا عليه بحقيقته دون تحوير أو إضافة.

حضر المحاضرة معاون وزير الثقافة توفيق الإمام وأمين فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي غسان أسعد وعضو قيادة فرع حزب البعث هيثم محمد وفعاليات شعبية.