فايننشال تايمز :استخدام واشنطن الدولار كسلاح يقوض من هيمنته

لندن-سانا

أكدت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الولايات المتحدة ومن خلال استغلالها هيمنة الدولار الأمريكي الأكثر استخداماً في التجارة والمعاملات المالية واحتياطيات البنك المركزي وتحويله علناً إلى سلاح ضد روسيا تخاطر بإثارة رد فعل عنيف يمكن أن يقوض العملة الأمريكية ويقحم النظام المالي العالمي في كتل متنافسة.

وذكرت الصحيفة في مقال بعنوان “الحرب المالية .. هل سيكون هناك رد فعل عنيف على الدولار”.. أنه وفيما شكلت دول غربية “تحالفا ضد روسيا” فإنه بالتأكيد ليس هناك تحالف عالمي من هذا النوع وهو ما قد يكون له تداعيات مهمة على مستقبل التمويل العالمي فيما تدرس الدول حول العالم كيفية التعامل مع الخطوة الدراماتيكية التي اتخذتها واشنطن وحلفاؤها الغربيون بتجميد الاحتياطات الاجنبية لروسيا”.

ويقر جون شميث الذي كان المسؤول الأول للعقوبات في وزارة الخزانة الأمريكية بأن ” العقوبات كانت مروعة .. لقد كسروا القالب المتعارف عليه” فيما يقول زولتان بوزجار المحلل في بنك الاستثمار العالمي كريديت سويس ومقره سويسرا “إن الحروب تؤدي إلى قلب هيمنة العملات رأساً على عقب كما تعمل بمثابة أداة مساعدة في ولادة أنظمة نقدية جديدة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصين على وجه الخصوص لديها خطط طويلة الأجل لتعزيز عملتها الوطنية للعب دور أكبر بكثير في النظام المالي الدولي حيث قالت تشانغ يانلينغ  نائب الرئيس التنفيذي السابق لبنك الصين في خطاب ألقته الأسبوع الماضي إن العقوبات ستفقد الولايات المتحدة مصداقيتها وتقوض هيمنة الدولار على المدى الطويل مقترحة أن تساعد الصين العالم في “التخلص من هيمنة الدولار عاجلاً وليس آجلاً”.

ولفتت الصحيفة إلى أنه تم التنبؤ بموت الدولار في العديد من المناسبات وأنه في حال كان هناك تحرك دولي ثابت بعيداً عن الدولار في السنوات المقبلة فقد لا تكون العقوبات الأمريكية التي فرضتها على البنك المركزي الروسي طريقة جريئة وجديدة لممارسة الضغط على الخصم وإنما هي البداية لانحدار الدولار وتراجع هيمنته.

وحذر ميتو غولاتي بروفيسور القانون المالي في جامعة فرجينيا الأمريكية من أن استهداف بلد بحجم روسيا أمر غير مسبوق وقال: “إذا غيرت القوانين الخاصة بروسيا فإنك تغير القوانين للعالم بأسره وبمجرد تغير هذه القواعد يتغير التمويل الدولي إلى الأبد”.

ويخشى البعض من أن تكون الحرب بداية تحول عميق في الاقتصاد العالمي حيث يقول لاري فينك  الرئيس التنفيذي لشركة “بلاك روك” أكبر مجموعة استثمارية في العالم في رسالته السنوية إلى المساهمين إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ” وضعت حدا للعولمة التي شهدناها خلال الثلاثة عقود الماضية.. وقد تكون إحدى النتائج زيادة استخدام العملات الرقمية وهو مجال قامت فيه السلطات الصينية باستعدادات مهمة”.

وأشارت فايننشال تايمز إلى أن صندوق النقد الدولي نفسه يعتقد أن هيمنة الدولار يمكن أن تتضاءل بسبب  “تجزئة” النظام المالي وتقول جيتا غوبيناث النائب الأول لمدير الصندوق: “نحن نشهد ذلك بالفعل مع إعادة بعض الدول التفاوض بشأن العملة التي يتقاضون بها الأموال مقابل التجارة”.

ويوضح إسوار براساد المسؤول الكبير السابق في صندوق النقد الدولي والذي يعمل حالياً في معهد بروكينغز أن الصين تنشئ بنية تحتية للمدفوعات ورسائل الدفع التي يمكن أن توفر يوماً ما بديلاً للنظام المالي الدولي الذي يهيمن عليه الغرب ولا سيما نظام سويفت.

وبينت فايننشال تايمز أنه من بين 12 تريليون دولار من احتياطيات العملات الأجنبية التي تحتفظ بها البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم في نهاية عام 2021 يمثل الدولار نحو 59 بالمئة وفقاً لأحدث بيانات صندوق النقد الدولي وهذا أقل من 71 بالمئة في عام 1999 عندما تم إطلاق العملة الأوروبية المشتركة “اليورو”.

وأشار تقرير حديث شارك في إعداده صندوق النقد الدولي إلى “تآكل خفي لهيمنة الدولار” لافتاً إلى وجود مؤشرات وتلميحات حول كيفية تطور النظام الدولي في المستقبل حيث أنه من المحتمل أن يؤدي استخدام عقوبات البنك المركزي إلى تسريع عملية التاكل.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

أنطونوف: وعود كييف لواشنطن بعدم استخدام صواريخ أتاكمز لقصف الأراضي الروسية كاذبة

واشنطن-سانا وصف السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف وعود نظام كييف