على خلفية الأزمة الأوكرانية…الناتو يبحث مسودة مشروع عقيدته الاستراتيجية الجديدة

موسكو-سانا

يبحث وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ناتو في السادس والسابع من الشهر الحالي مسودة المشروع الجديد لمفهوم العقيدة الاستراتيجي الجديد للحلف والذي يعد الثامن في تاريخه والمفهوم الاستراتيجي هو وثيقة رسمية تحدد الأهداف والغايات في مجال ضمان الأمن على المدى الطويل وتحدد التدابير لتكييف القوات المسلحة للتحالف مع الظروف المستجدة وستتم الموافقة عليه في قمة الحلف في حزيران المقبل.

حلف ناتو اعتمد أربع وثائق بعد تشكيله وحتى نهاية الحرب الباردة أولها المفهوم الاستراتيجي للدفاع عن منطقة شمال الأطلسي وتمت الموافقة عليه عام 1950 وأكد أن المهمة الرئيسة للحلف ردع العدوان ومشاركة القوات المسلحة للدول الأعضاء في حالة وقوع هجوم كما أعلن الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية خصما رئيساً للحلف وفق ما نشرت وكالة تاس في تقرير لها اليوم.

المفهوم الثاني الذي يحمل التسمية نفسها عام1952 عكس التغييرات الهيكلية في الحلف التي حدثت على خلفية الحرب الكورية عام 1950 بما في ذلك إنشاء قوات مسلحة موحدة تحت قيادة مركزية وفي عام 1957 وافق الحلف على المفهوم الاستراتيجي المشترك للدفاع عن أراضي الدول الأعضاء والذي حدد إمكانية توجيه ضربة انتقامية واسعة النطاق باستخدام الأسلحة النووية.

وتبنى الغرب المفهوم الاستراتيجي الرابع عام 1967 الذي يقوم على مبدأ الرد المرن بعدما كاد أن يفقد ميزته على خلفية تعزيز الإمكانات النووية للاتحاد السوفييتي السابق ونمو نفوذ منظمة التحالف العسكري للدول الاشتراكية حلف وارسو واندلاع أزمة الصواريخ الكوبية.

وتم اعتماد مفهوم استراتيجي جديد خامس عام 1991 وأعترف بأن التهديد بغزو عسكري واسع النطاق من الشرق لم يعد موجودا وتم التأكيد على الحاجة إلى التعاون مع الخصوم السابقين ليوافق الحلف في عام 1999 على المفهوم الاستراتيجي السادس الذي رصد التهديدات التي تكثفت منذ الحرب الباردة وشملت الإرهاب والصراعات العرقية وانتهاكات حقوق الإنسان وانتشار الأسلحة بأنواعها ووسائل إيصالها.

ووقعت روسيا وحلف شمال الأطلسي عام 1997على قانون تأسيسي أكدا فيه مجدداً أنهما لا يعتبران بعضهما البعض خصوما وتم انشاء آلية للتشاور والتنسيق والعمل المشترك.

ويعتبر المفهوم الاستراتيجي السابع (المشاركة الفعالة) الدفاع الحديث للناتو ساري المفعول حالياً وتم اعتماده عام 2010 ويؤكد أن المهام الرئيسة هي الدفاع الجماعي وإدارة الأزمات والأمن من خلال التعاون ويؤكد إمكانية إجراء عمليات خارج أراضي الحلف لضمان أمن الدول الأعضاء.

وأشار التقرير إلى التزام الحلف بسياسة احتواء تقوم على مزيج ملائم من القوات النووية والتقليدية والتأكيد على أن أمن جميع الدول الأعضاء يتم ضمانه من خلال الأسلحة النووية الهجومية الاستراتيجية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كما يعتبر التعاون مع روسيا وفق هذا المفهوم ذا أهمية استراتيجية كونه يساهم في خلق فضاء واسع من السلام والاستقرار والأمن في العالم.

وفي 2020 قدم الأمين العام للتحالف ينس ستولتنبرغ برنامج ناتو للعام 2030 الوحدة في العصر الجديد وأكد تعزيز التحالف على خلفية التحديات الجديدة في مجال السياسة الأمنية ووفق (ستولتنبرغ) يجب على الحلف أن يظل على اتصال مع روسيا بشأن الحد من التسلح والتحديات

العسكرية والسياسية الأخرى وفي القمة التي عقدت عام 2021 في بروكسل تقرر البدء في تطوير مفهوم استراتيجي جديد يعتمد على هذا البرنامج.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

فيليبو: ماكرون يسرع التصعيد نحو حرب عالمية ثالثة

باريس-سانا أكد زعيم حزب الوطنيين الفرنسي فلوريان فيليبو أن قرار الرئيس إيمانويل ماكرون بنقل طائرات