التعاون الروسي الصيني يتوطد مع إعلان الغرب حرباً اقتصادية شاملة ضد موسكو

دمشق-سانا

مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي حرباً اقتصادية شاملة على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية يزداد التعاون بين موسكو وبكين التي لطالما عارضت بشدة أي عقوبات أحادية الجانب منطلقة في ذلك من موقف ثابت يقوم على أساس أن العقوبات لن تؤدي إلا إلى صعوبات خطيرة للاقتصاد وتزيد من تفاقم الانقسام والمواجهة.

ووفقاً لكبير الباحثين في مركز الدراسات الأوروبية الآسيوية بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية خبير مجلس الشؤون الدولية الروسي إيفان زوينكو تحتل الإمدادات والمشاريع الروسية مكاناً كبيراً في قطاع الطاقة في الصين مبيناً أن التعاون الروسي الصيني كان في السنوات الأخيرة مثمراً للغاية.

ومع تزايد المنافسة على موارد الطاقة فإن سعر الغاز الروسي بالنسبة للصين هو الأفضل وهناك جانب آخر للقضية حسب مدير مركز الدراسات الدولية الشاملة بالمدرسة العليا للاقتصاد فاسيلي كاشين فالصين ستدعم بنشاط تحويل ثمن موارد الطاقة الروسية باليوان بشكل متزايد ويمكن إدراج هذا الشرط في المفاوضات خلال الإبرام النهائي للاتفاق على خط أنابيب “قوة سيبيريا 2”.

ووفقاً لكاشين فإن إعادة توجيه صادرات الخام الروسية إلى الصين مع تحويلها إلى اليوان سيعطي بكين ليس فقط مزايا سياسية واستراتيجية عديدة إنما ومكسباً اقتصادياً ضخماً.

ويرى خبراء في الاقتصاد أن الصين ستساعد روسيا مساعدة كافية تماماً لعدم الدخول في أزمة خطيرة ومع ذلك فإن الشيء الأكثر توقعاً هو أن الأزمة الأوكرانية والعقوبات الغربية لم تكتف بجعل موسكو وبكين تتعانقان بل بدأت دول أخرى في التعبير عن اهتمامها بالتحول إلى اليوان بما في ذلك دول حليفة للولايات المتحدة منذ فترة طويلة.

وزارة الخارجية الروسية رأت أن إعلان الاتحاد الأوروبي عن الحرب المالية والاقتصادية الشاملة ضد روسيا سوف يؤدي إلى عواقب لا يمكن التراجع عنها وقال مدير قسم الشؤون الأوروبية بالوزارة أليكسي بارامونوف إن موسكو بصدد تحضير رد على العقوبات غير المسبوقة وغير القانونية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

بدوره اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بتقويض أسس النظام العالمي مشدداً على أن تعاون موسكو وبكين سيتعزز في هذه الظروف.

لافروف قال في كلمة أمام المشاركين في المسار الدولي من مسابقة “زعماء روسيا” متحدثاً عن أفق التعاون بين موسكو وبكين “هذا التعاون سيتوطد وفي ظروف تقويض الغرب بشكل صارخ جميع الأسس التي يعتمد عليها النظام العالمي يتعين علينا كدولتين كبريين التفكير في كيفية مواصلة حياتنا في هذا العالم”.

لافروف نبه إلى أن الغرب في المرحلة الحالية يطرح أمام نفسه هدف القضاء على روسيا والانتقال إلى مواجهة الصين مشيراً إلى أن الغرب يرى في بكين خطراً بسبب نموها الاقتصادي الذي بدأ بعد موافقة الصين على قواعد اللعبة الاقتصادية الدولية.

وخاطب لافروف الغرب بالقول “إن الصين في ملعبكم حالياً وتحقق فوزاً عليكم وفقاً لقواعدكم هل يعني هذا لكم أن الوقت حان لتغيير قواعد اللعبة.. يبدو أن الأمر كذلك”.

وكانت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي فرضوا مؤخراً سلسلة عقوبات على روسيا على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية سكان دونباس.

وأكدت الصين أكثر من مرة رفضها سياسة العقوبات الأحادية في التعامل مع تداعيات الأزمة بين روسيا وأوكرانيا معربة عن ترحيبها بالمفاوضات بين الجانبين للسعي إلى حل سياسي يعالج المخاوف الأمنية المشتركة.

ودعت الصين الأطراف المعنية إلى عدم الإضرار بالحقوق والمصالح المشروعة للصين والأطراف الأخرى عند التعامل مع قضية أوكرانيا والعلاقات مع روسيا مؤكدة أنها وروسيا ستواصلان التعاون التجاري الطبيعي بروح الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة.

منهل إبراهيم

انظر ايضاً

موسكو: من المستحيل إلغاء اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار في القطب الشمالي

موسكو-سانا أكد مدير القسم القانوني في وزارة الخارجية الروسية مكسيم موسيخين أن موسكو تعتبر أنه …