الاستفزازات الغربية دفعت للحرب.. بقلم: محمد جاسم

بعد عدة أسابيع من موجة التهديدات والاستفزازات السياسية والتصعيد العسكري من قبل أمريكا وحلفائها في حلف “ناتو” أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في إقليم دونباس جنوب شرق أوكرانيا للدفاع عن سكان الإقليم وحماية الأمن القومي الروسي.

روسيا أكدت مع بدء العملية العسكرية أنها لا تخطط لاحتلال أراضي أوكرانيا ولا تستهدف السكان المدنيين إلا أن الظروف الراهنة تتطلب أعمالاً حازمة وفورية وأن الغربيين لم يتركوا لموسكو أي خيار آخر للدفاع عن مواطنيها سوى الخيار العسكري. لافتة إلى أنها تهدف من هذه العملية إلى “اجتثاث النازية” وتطهير أوكرانيا منها وتحييد قدراتها العسكرية كما أن عمليتها في دونباس ترمي إلى منع وقوع حرب شاملة.

من المعروف أن انخراط أوكرانيا في التبعية الكاملة للغرب والسماح له بنشر الأخطار حول حدود روسيا ومنها نشر آلاف الجنود الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم والتهديد بإقامة قواعد عسكرية لحلف الناتو وبامتلاك قدرات نووية ؛ورفض الغرب كل الدعوات الروسية للحوار حول القضايا الأمنية واعتماد سياسة العقوبات ضد موسكو فضلاً عن محاولات أمريكا استهداف الاقتصاد الروسي وخاصة صادرات الغاز كل هذا اضطر موسكو للدفاع عن أمنها القومي الاستراتيجي واتخاذ القرار بالقيام بالعملية العسكرية في دونباس .

وفور بدء هذه العملية ظهرت الآثار الاقتصادية العالمية حيث ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بنسبة 35 بالمئة كما قفزت أسعار النفط إلى أكثر من 105 دولارات للبرميل وسجلت أسعار الحبوب مستويات قياسية وبلغ سعر القمح 344 يورو للطن فيما قفزت أسعار الذهب أكثر من اثنين بالمئة الى أعلى مستوى منذ أكثر من عام كما تراجعت الأسهم الأوروبية ثلاثة بالمئة .

لا شك بأن الأزمة الأوكرانية ونشوب الحرب في أوروبا الشرقية التي إن استمرت إلى فترة طويلة ستترك آثاراً سلبية كبيرة على الاستقرار في العالم والاقتصاد العالمي خاصة في ظل الأثر السلبي الذي تركته جائحة كورونا إضافة إلى الموجة التضخمية العالمية التي زادت من أسعار السلع الغذائية وغيرها نظراً لأهمية الموقع الاستراتيجي الذي تحتله أوكرانيا كمنطقة تماس حسّاسة بين روسيا من جهة وأوروبا وباقي دول حلف الناتو ودول أخرى من جهة ثانية وستكون أوروبا المتضرر الأكبر لكونها تعتمد في استهلاكها على الغاز الروسي بنسبة 40 بالمئة لكونه رخيصاً ووفيراً وقريباً منها.

لكن أوجه تأثير الأزمة على دول المنطقة العربية وفق محللين ستكون ربما مرتبطة إلى حد كبير بطبيعة السيناريوهات التي يمكن أن تتطور وفقها الحرب الحالية .

انظر ايضاً

زيارة بيلوسي عربدة أمريكية.. بقلم: محمد جاسم

أثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان مؤخرا توتراً شديداً بين أمريكا …