الجمعية الفلكية:اقتران القمر غدا مع نجم الدبران بكوكبة الثور

دمشق-سانا

يقترن القمر غدا الخميس مع نجم الدبران ذي اللون الأحمر في كوكبة الثور على مسافة نحو درجة قوسية واحدة.

تشاهد الأجرام معاً في النصف الأول من الليل وتغرب في منتصف الليل تقريباً حيث تكون المسافة بينهما أقل ما يمكن.

وأشار رئيس الجمعية الفلكية السورية الدكتور محمد العصيري في تصريح لنشرة سانا المنوعة أن التوقيت الأفضل لرصد هذا الاقتران قبل منتصف الليل فوق الأفق الغربي ويكون طور القمر 53 بالمئة و القدر الظاهري للدبران 87ر0 عند الساعة 31ر2.

وأوضح العصيري أن الدبران نجم أحمر لامع يدعى ألفا الثور ويبعد 65 سنة ضوئية 616 تريليون كم وأكبر من الشمس بـ 80 مرة ولكن حرارته لا تتجاوز 3 آلاف درجة مئوية وهو ألمع نجم في برج الثور وسمي الدبران لأنه يدبر الثريا ويسمى تالي النجم لكونه يطلع تلو الثريا وحادي النجم وتابع النجم. والمجدح وعين الثور وفي نجد يسمى التويبع لأنه يتبع الثريا ويسمى دبراناً لدبوره الثريا وهو غير محمود بل يعرف بالنحس والشؤم عند البعض وقيل فيه “إذا طلع الدبران يبست الغدران وهان الزمان وعطشت العربان”.

وبين العصيري أن الدبران يقع  بين منزلة الثريا وبرج الحمل وكوكبة قيطس غربا  وبين منزلة الهنعة وبرج الجوزاء الجبار وبرج التؤم شرقا شمال خط الاستواء السماوي لافتا إلى أن أفضل وقت لرؤيته مساء في فصل الشتاء في شهري كانون الثاني وشباط ووقت طلوعه تنزله الشمس ظاهريا مدة 13يوما بداية من يوم 20 حزيران لنهاية يوم 2 تموز.

وهذه المنزلة سبعة أنجم تشبه شكل الدال واحد منها مضيء أحمر عظيم النور يسمى الدبران.

واسم الدبران واقع عليه في الأصل ثم غلب عليه وعلى باقي المنزلة‏.‏

وأوضح العصيري أن هذه الكواكب السبعة عند أصحاب الصور هي رأس الثور وأول ما يطلع منه طرف الدال ويكون رميها إلى الجنوب وفتحها إلى الشمال والكوكب الأحمر المضيء هو آخر ما يطلع منها.

والعرب تقول للكوكبين القريبين منه ‏كلباه والباقي غنمه وربما سموه قلاصه.

والدبران نجم أحمر من القدر الأول  قدرته الشمعية أكبر من القدرة الشمعية للشمس بـ 90 مرة.

حيث أن القدرة الشمعية للشمس تعادل 3000 مليون مليون مليون مليون شمعة وهو يبعد عن الأرض بمقدار 65 سنة ضوئية وهو يشكل عين برج الثور اليمنى في الأساطير اليونانية والعربية القديمة.

ونجم الدبران ، وقلاصه جزء من مجموعة نجوم برج الثور الذي أجمع قدماء أهل علم الفلك  في عهد الفرس والكلدانيين وقدماء المصريين والرومان والعبرانيين على تصور نجومه على هيئة النصف العلوي لثور ضخم على خط السماء مقدمه إلى المشرق ومؤخره إلى المغرب وظهره إلى الشمال ويداه ورجلاه إلى الجنوب.

ونجم الدبران هو أشهر نجوم هذا البرج وكان معروفا عند العرب من أيام الجاهلية ويرد في أشعارهم من غير تكلف والثريا جزء من برج الحمل وهي أشهر العناقيد النجمية والفرجة بينها وبين نجم الدبران نحس وشؤم عند العرب قبل الاسلام.

والظواهر الطبيعية لهذا النجم والذي يرتبط بنزول الشمس في هذه المنزلة وليس القمر تشتد فيه حرارة الجو وتسود فيه الرياح الشمالية الجافة والحارة وتنصرف فيه الشمس إلى الجنوب تجاه خط الاستواء ويسود فيه موسم الرياح الشمالية المحملة بالغبار والأتربة والتي تمتاز بأنها رياح جافة حارة غير مستقرة تنشط على فترات تبلغ ذروتها وسط النهار لذلك فان فرص تقلب الجو وهبوب الرياح المثيرة للغبار لا زال حدوثها متوافر ويمتد موسم هبوب تلك الرياح من وقت دخول فصل الصيف في 21 حزيران حتى منتصف شهر تموز وهي الفترة الجافة من فصل الصيف ينضج فيه العنب ويحمر ويطيب أكله ويتوفر فيه التين والمشمش ويكثر فيه تواجد ثمار التين الشوكي الصبارة.

وهو أول الحر عند العامة و المنزلة الثانية من منازل فصل الصيف وآخر مربعانية القيظ يعرف عند عامة أهل الحرث باسم التويبع كذلك البارح الثاني ويستحب فيه تناول المبردات واستعمال ما طبعه البرودة والرطوبة.

وتقول العرب في دخوله إذا طلع الدبران توقدت الخران ويبست الغدران وكرهت النيران واستنمرت الذبان ورمت بأنفسها حيث شاءت الصبيان دلالة على اشتداد الحر والسمائم الريح الساخنة والخران الأراضي العالية دون الجبال.

ويقولون أيضا إذا طلع الدبران هبت السمائم  واسود العنب.

عماد الدغلي