مع تصاعد الأعمال الإجرامية للتنظيمات الإرهابية…إرهاب واحد من مصدر واحد يستهدف جميع دول المنطقة

عواصم-سانا

ليست جريمة إرهابيي تنظيم داعش الجديدة بذبحهم 21 مواطنا مصريا في الساحل الليبي أول عملية من نوعها ولن تكون الأخيرة في ظل تغول هذا التنظيم مع غيره من التنظيمات الإرهابية واستمرائه سفك دماء الأبرياء وارتكاب الجرائم المهولة التي لم تشهد الإنسانية مثيلا لشناعتها إلا على يد القوى الاستعمارية.

فالمشهد الوحشي الذي أضافه التنظيم الإرهابي باعدامه المواطنين المصريين والذي كان الشاطئ الليبي مسرحا له يثبت أن ما يقوم به هذا التنظيم الإرهابي ليس شيئاً عابرا بل رؤية واضحة واستراتيجية ثابتة وتؤكد العديد من المصادر المتابعة أن وراءه دوائر إقليمية وغربية ويستهدف في أحد مراميه إثارة الفتنة والترهيب.

ووفق مراقبين ومتابعين فإن تمدد هذا التنظيم الإرهابي إلى أراض ودول متعددة في المنطقة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون محض مصادفة أو تكريسا لواقع ومعطيات دقيقة بل هو حتما نتيجة لتوافر دعم وتمويل وتسليح مكنه من سرعة الانتشار من العراق بداية إلى سورية ومن ثم إلى مصر وليبيا وصولا إلى دول في قلب القارة الإفريقية وحتى إلى أوروبا وآسيا.

وإذا كانت سورية والعراق اللتان تعرضتا على مدى السنوات الماضية لأبشع أنواع الجرائم والاعتداءات الإرهابية على يد هذا التنظيم وغيره قد عبرتا بشكل واضح وصريح عن مصدر هذا الإرهاب وطبيعته وتوجهاته وتحديدا من خلال الحديث عن الأدوار المفضوحة لممالك ومشيخات الخليج ونظام رجب طيب أردوغان في تركيا فإن الكثيرين ممن صمتوا في الماضي بدؤوا يعلنون وبشكل واضح أن هذا الإرهاب الذي تعرضت له سورية والعراق بداية وانتقل إلى دول أخرى ليس سوى إرهاب واحد ومن مصدر واحد أيضا.

وفي هذا السياق يبرز ما قاله اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في حديث له لإحدى الفضائيات المصرية مساء أمس في أعقاب نشر فيديو ذبح المواطنين المصريين والذي أعلن فيه صراحة أن “الدعم للعمليات الإرهابية التي ينفذها تنظيم داعش الإرهابي يأتي من جهات متعددة أهمها تركيا وقطر بالإضافة إلى عناصر في ليبيا تسهل دخول هذه المجموعات بالتعاون مع بعض من الدول المجاورة”.

وسبق للعديد من المسؤولين الليبيين أن أكدوا تورط مشيخة قطر ونظام أردوغان فيما تشهده بلادهم من تصاعد ملحوظ لاعتداءات الميليشيات والتنظيمات الإرهابية والتي وجدت البيئة الملائمة لوجودها بعد العدوان الذي شنه حلف الناتوعلى ليبيا عام 2011 والذي تسبب بالإضافة إلى مقتل عشرات آلاف الليبيين وتدمير العديد من المنشآت في نشوء حالة من الفوضى والفلتان الأمني ما زالت ليبيا تعيش تداعياتها ونتائجها الكارثية حتى الآن.

وحتى بخصوص مصر وما تشهده من أعمال إرهابية فإن تصريحات مسؤولي نظام أردوغان ومشيخة قطر حول الموقف من الأوضاع المصرية تؤكد تورطهم فيها من خلال تمسكهم وإصرارهم على الاستمرار في دعم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وتمويل نشاطاتها والسماح لمتزعميها بالإقامة على أراضيهم بالرغم من ثبوت ضلوع هذا الجماعة في الكثير من الأعمال الإرهابية سواء في مصر أو سورية أو غيرهما من دول المنطقة.

وليس بعيدا عن ذلك فإن إعلان حركة أنصار الله اليمنية في بيان لها أمس عن أن ممالك ومشيخات الخليج لم تقدم لليمن سوى “دعم النافذين وشراء الذمم وتسليح التكفيريين وتنظيم القاعدة الإرهابي وتشجيع الفوضى ومنع أي مشروع يمكن أن يمنح اليمنيين جزءا من الاكتفاء الذاتي “يشكل تأكيدا إضافيا على الدور المشبوه الذي تلعبه هذه الأنظمة في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال دعم وتمويل التنظيمات والمجموعات الإرهابية.

كل هذه المعطيات وغيرها تؤكد مجددا أن ما سبق وأعلنته سورية منذ بداية المؤامرة الكونية الإرهابية عليها بخصوص المخاطر المترتبة عن استمرار ممالك ومشيخات الخليج ونظام اردوغان بإيعاز من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة في دعم وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية هي مسألة حتمية ولا بد أن يحصد المجتمع الدولي نتائج سياساته وصمته تجاه هذا التوجه الكارثي.

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف بالأسلحة المناسبة التجهيزات ‏التجسسية للعدو الإسرائيلي في موقع /مسكفعام/ شمال فلسطين المحتلة وتحقق إصابة مباشرة