مهرجان الناعورة.. ترسيخ حرفة صناعة النواعير كرمز حضاري وتاريخي في حماة

حماة-سانا

يسعى القائمون على مهرجان الناعورة “قصة حياة وحضارة” الذي أقامته وزارة الثقافة في حماة لتوثيق هذه الحرفة ومنع اندثارها من خلال تشجيع المزيد من الحرفيين على اكتساب مهارات وخبرات تصنيعها كونها واحدة من أهم عناصر التراث اللامادي ورمزاً حضارياً وتاريخيا ًلمدينة حماة بشكل خاص وسورية بشكل عام.

وفي تصريحات لمراسل سانا قالت رولا عقيلي مديرة التراث اللامادي في وزارة الثقافة إنه تم اختيار النواعير هذا العام باعتبارها عنصراً من عناصر التراث الغنية التي تشتهر فيها سورية ومحافظة حماة تحديداً بهدف إبراز قيمة وأهمية هذه النواعير والحفاظ عليها والاهتمام بها وتأهيلها باستمرار كإرث حضاري مهم ولا سيما وأن جانبا من الحرب الإرهابية على سورية يستهدف تراثها وإلغاء هويتها وبالتالي فإن هكذا فعاليات وأنشطة من شأنها تنمية حرفة النواعير وضمان انتقالها من جيل إلى آخر.

مدير ثقافة حماة سامي طه أكد أهمية المهرجان في ترسيخ حرفة صناعة النواعير وديمومتها لارتباطها بحياة الإنسان في حوض العاصي منذ أقدم العصور كارث إنساني وحضاري مضيفاً أن المهرجان خطوة مهمة لتأهيل حرفيين مهرة في هذا المجال.

العامل محمد سلطان رئيس ورشة صيانة نواعير في مجلس مدينة حماة بين أنه مستمر في عمله بهذه المهنة منذ عام 1998 وهو حريص على تعليمها لباقي زملائه حديثي العهد بالعمل في دائرة النواعير كما تعلمها هو من حرفيين اقدم منه سعيا وراء استمرارية هذه الحرفة العريقة التي تحفظ دوران النواعير في حماة مشيراً إلى أن أعمال الورشة في صيانة النواعير تنصب حول تصميم وتنفيذ مجسمات خشبية مطابقة للقطع المهترئة بنفس الطول والحجم ومعالجتها بمواد عازلة لزيادة متانتها ومقاومتها للتغيرات الجوية ومن ثم تركيبها على جسم الناعورة بشكل تسلسلي ومنتظم.

يحيى ظاظا حرفي تصنيع نواعير الزينة قال: أعمل في نجارة النواعير منذ عام 1985 وتعد من المهن الدقيقة للغاية فهي تحتاج إلى القواعد والأسس الصحيحة قبل البدء في صناعة الناعورة مشيراً إلى أن صناعة نواعير الزينة مارسها بداية كهواية منذ سنوات طويلة قبل أن تتحول إلى مصدر رزق له ولأسرته.

وبما أن الحرفي ظاظا ولد ونشأ في حي العليليات بمدينة حماة على مقربة من نواعيرها واعتاد مشاهدتها يومياً وسماع عنينها ودورانها الذي لم يتوقف منذ مئات السنين وانطلاقاً من ذلك ومن شدة تعلقه وولعه بها قرر حسبما ذكر أن تكون له بصمة في صناعة مجسمات صغيرة للنواعير بأحجام مختلفة تعرض في الصالات والفيلات والمزارع والمطاعم والفنادق كقطع تزيينية مستوحاة من تراث سورية تضفي على المكان جمالية خاصة.

ولفت الحرفي ظاظا إلى أنه يستخدم خشب الجوز عادة في صنع إطار الناعورة بينما يستخدم خشب “السويد” في تصميم الأقسام الأخرى مشيراً إلى أن ناعورة بقياس المترين تستهلك طون خشب لافتاً إلى أنه يحاول أن يعطي للناعورة تناسباً ومقاييس دقيقة عند تنفيذ مجسمها كونها توضع على محور خشبي من أجل الدوران لذلك فإن أي خطأ في تصميمها يؤدي إلى توقفها وعرقلة دورانها.

يشار إلى أن المهرجان أقيم على مدى يومين في الـ 26 والـ 27 من شهر آب الماضي وهو المهرجان الأول من نوعه في المحافظة فيما يتعلق بحرفة صناعة النواعير.

 عبد الله الشيخ