ندوة نقدية حول مجموعة الشاعر سليمان السلمان في أرق الكلمات في ثقافي جرمانا

دمشق-سانا

أقام فرع اتحاد الكتاب العرب بريف دمشق بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في جرمانا ندوة نقدية في بعض كتابات الشاعر سليمان السلمان مساء أمس قدم خلالها الشاعر الدكتور راتب سكر دراسة منهجية تناولت ايجابيات اصدار الشاعر السلمان الأخير وبعض نصوصه الشعرية.

ورأى الدكتور سكر ان رحيل الشاعر السلمان من فلسطين أثر بعواطفه كثيرا فعاش خذلان الأحلام والخوف على فقدانها والشعور الثقيل بأن كل جغرافيا بعيدة عن حلم العودة إلى أرض الوطن سوف ترسم ضياعا محفوفا بالمهالك مستشهدا بقصيدته التي جاءت بعنوان كلماتي واختارها من ديوانه جزر النار فقال..

كلماتي .. تزرع أرض الصبر .. كمارد

تحمل طي الحرف أغاني اوليس العائد

من جزر النار .. تأتي كالإعصار

وأوضح سكر أن الشاعر السلمان يشير في بعض قصائده إلى صدمة قبول الشتات الفلسطيني والتي توءسس لروءية غامضة مستندة على الواقع لأمل غدا أبعد منالا فتتسع دوائر الغموض الفنية بين واقع يفرض بعادا غير منتظر وحلم يتسربل بغموض مساره وروءاه تعلوهما صرخة الشاعر ليعلن أنه لا يطيق البعاد حيث قال في قصيدة نداءات العرائس..

سلام على وجهك المتحجب بالسحر

خلف الحدود .. نداءات أحلى العرائس

كيف أطيق البعاد

وقال الدكتور سكر عندما يدخل الشاعر إلى التصريح بصوت عال مواجها لوحة التيه المعلنة فنيا العالقة في الذاكرة الوجدانية والثقافية العربية والعالمية تستحضر صور التيه التي رفعت أمواجها محاصرة مواكب العائدين من حرب طروادة في ملحمة الأوديسا أو الفارين من حرائق خرابها في ملحمة الإلياذة فيعلن الشاعر رؤاه ليقول ..

وطروادة باعدت في المحيط خطاها .. وهذه أثينا.. تحاصرني في

مداخل كريت بيروت تهرب.. يافا تدور على الموج كالبرتقالة والصين تنقل أسوارها.

وعن نصوص السلمان الشعرية رأى سكر إن بعضها يأتي باختزال فني لحدث عربي خطير كما تستلهم بعض قصائده الخروج الفلسطيني من بيروت عام /1982/موغلا في الغربة حتى لا يبقى له من صلة بوجوده غير شجن التشبث بحلم يزرع فيه الأمل وفي تعبيره عن ذلك ظهرت ثقافته واطلاعه على الآداب العالمية في كثير من قصائده الشعرية ولا سيما الصور المتصلة برحلة أوديس الشهيرة من طروادة الحزينة بخرائب حروبها إلى إيثكا مستشهدا بقوله..

وغادرت ميناء حزني .. قطعت بحارا ثلاثة .. والسفن الراحلات بعيد مداها وليس لها غير عينيك شط.

في حين قرأ الشاعر السلمان بعض نصوصه الشعرية من مجموعته في أرق الكلمات التي صدرت مؤخرا عن الهيئة العامة السورية للكتاب وتضمنت قصائد بأسلوب حديث غلب عليه نمط التفعيلة والاهتمام بالموسيقا حيث قال في قصيدته التي جاءت بعنوان أرق الكلمات وحملت عنوان المجموعة..

حين أجيئ إليك .. تصدمني الدهشة في عينيك أرجع نحو فمي .. أسأل ما فيه من كلمات وعن رأيها فيما قدمه الدكتور راتب سكر أشارت الدكتورة سوسن بطرس الى أن القراءة النقدية اقتصرت على الايجابيات ولم تقترب من السلبيات نهائيا معتبرة أن هذا نقص للقراءة لأنه لا يوجد عمل أدبي دون نقصان أو ملاحظات.

وأوضح الدكتور الناقد غسان غنيم أن تجربة سليمان السلمان طويلة وإن ما قدم منها هو أسلوب شعري غلبت عليه الغنائية وضمير المتكلم وهذا ما ظهر في قصيدته أرق الكلمات إلى حد كان يحاول أن يغني القصيدة لكنه لم يأتي بشيء جديد غير الذي عرف عنه بالماضي بالرغم من ظهور الهم الوطني والقومي والمعيشي في شعره مبينا في الوقت نفسه أن هناك منمنمات شعرية جاءت في الصفحات الأخيرة من مجموعته ارتفع مستواها ووصل بعضها إلى حالات من الرجوع عن الميتافيزيقيا.

أما الكاتب مزيد نرش قال إن السلمان نزق في حروف القصيدة وينهل من معين فكره ويكدح في ملكوت الأدب حتى يخرج الشعر من حنايا قلبه لكنه دون حنين كما لا يدخل ملكوت الأدب وبين الشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي أن السلمان في قراءاته الشعرية أهمل اللغة وذهب وراء الموسيقى فضيعت مسيره اللغوي والايقاعي كما جاء في قوله..

وحبال الشوق الممدد على صخر الشطآن يقود خطايا

كما كان هنالك بحسب هنيدي تداخل عروضي سبب خللا موسيقيا كقوله.. حين أجيئ إليك .. تصدمني الدهشة في عينيك معتبرا أن السلمان يحتاج إلى اعادة النظر في تركيب الصورة التي أصابها خلل بنيوي نظرا للاضطرابات التي لحقت بها كقوله فقلبي الصحو يا قلبي .. يواري عطر أنفاسي.

محمد الخضر