تحت مسمى حرية حمل السلاح… تجارة الموت تزدهر بين الأمريكيين

دمشق–سانا

ثلاث عمليات إطلاق نار جماعية شهدتها الولايات المتحدة هذا الأسبوع ليرتفع عدد هذه الحوادث منذ مطلع العام الجاري إلى رقم قياسي جديد بلغ 267 وفقاً لإحصاءات منظمة “أرشيف العنف المسلح” الأمريكية حيث تزدهر تجارة الموت بين الأمريكيين تحت مسمى حرية حمل السلاح التي تعتبر نتاجاً لليبرالية الحديثة السائدة في أمريكا.

عمليات إطلاق النار الجماعية التي وقعت في أوهايو وتكساس وايلينوي في غضون 12 ساعة أدت وفق الشرطة إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 26 آخرين بعضهم في حال حرجة كما سلطت مزيداً من الضوء على أزمة خطيرة تكتسح المجتمع الأمريكي تحت ستار حريات واهمة زرعتها لوبيات معينة تلهث وراء الربح وسياسيون طامعون بالثروة والسلطة فتحولت ذريعة الحق في حمل السلاح إلى رخصة مفتوحة للقتل بضمانة الدستور.

منظمة “أرشيف العنف المسلح” المختصة بإحصاء الحوادث المتصلة بعنف السلاح أحصت وفق موقع إكسيوس الأمريكي سبعة حوادث إطلاق نار جماعي في الولايات المتحدة منذ يوم الجمعة الماضي ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين في سافانا بجورجيا وأخرى عن قتيل وثلاثة مصابين في نورث كارولاينا إضافة إلى خمس إصابات في دالاس بتكساس وثلاثة قتلى ومصابين اثنين في سياتل بواشنطن فيما أضيفت حادثة جديدة وقعت أمس في كليفلاند باوهايو إلى جرائم إطلاق النار الجماعي مع مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين.

وبينما يدفع الديمقراطيون نحو تمرير تعديلات على قوانين حيازة السلاح التي تعتبر لدى كثير من الأمريكيين “حقاً يضمنه الدستور والتعديل الثاني منه على وجه الخصوص” يدفع الجمهوريون بالاتجاه المعاكس ويعارضون أي تغييرات بحجة الحفاظ على الحريات الفردية التي تحولت بفعل الأوهام المرتبطة بالليبرالية الحديثة إلى حرية قاتلة تقضي على الأمريكيين وتدفعهم إلى قتل بعضهم.

إصرار الجمهوريين على الترويج لحق حيازة السلاح الفردي تجلى بشكل واضح بعد تصديق المشرعين في ولاية تكساس قبل أسابيع قليلة على مشروع قانون يسمح لمعظم الناس بحمل السلاح دون ترخيص مسبق كما بإمكان المواطن الأمريكي شراء سلاح من متاجر التجزئة أو من مواقع البيت على الإنترنت بكل سهولة.

ومع تحول شركات تصنيع الأسلحة والذخائر إلى لوبيات حقيقية تخضع القوانين وصناع القرار في الولايات المتحدة لأوامرها فإن الجدل الذي يتكرر كلما استفاق الأمريكيون على جريمة إطلاق نار جماعي جديدة سيبقى قائماً من الناحية الشكلية نظراً لأن الغلبة تنتهي دوماً لصالح المستفيدين بشكل مباشر من شركات وأصحاب نفوذ تجمعهم مع الأموال والسلطة علاقة قوية جعلت من حمل السلاح الأمريكي تجارة موت رابحة.

باسمة كنون

انظر ايضاً

الدفاع الصينية: الولايات المتحدة ما زالت مصدراً للأكاذيب

بكين-سانا حذر وو تشيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية اليوم من استمرار الولايات المتحدة في …