يوسف المقبل: الدراما السورية تملك مبدعين قادرين على تطويرها

دمشق-سانا
مازال الممثل يوسف المقبل واثقا من قدوم فرصته الحقيقية في التمثيل فالكثير من زملائه جاءتهم الفرصة في عمر متقدم ولكنه يأمل في ذات الوقت بالا تتأخر هذه الفرصة أكثر من ذلك معتبراً أن على المخرجين أن يبادروا لتقديم الدور المناسب لموهبته التي يعرفونها جيداً.
ويرى الممثل الذي حقق تواجداً ملفتاً في المسرح السوري ولم يغادره حتى الآن أن العمل في المسرح هو المدرسة الحقيقية التي يطور الممثل بها أدواته على صعيد الجسد و الصوت والمعرفة وهو مهم لصقل موهبته.66وعن الدراما السورية وأدائها في هذا الموسم والأعوام الماضية يقول الممثل يوسف المقبل في حديث لسانا: نظراً للأزمة التي تعيشها سورية منذ أكثر من ثلاثة أعوام فإن الإنتاج الدرامي هذا العام جاء جيداً وهذا يبين أن الدراما ساهمت في الصمود السوري ومن ناحية النوع فهي كما قبل الأزمة تحتوي على أعمال مهمة من خلال المواضيع التي تطرحها والأفكار التي تقدمها وفي إطار شكلها الفني تشكل حالة تطور ملحوظ لتقديم دراما متطورة تحترم عقل المشاهد وتقدم صورة مشرفة للدراما السورية وتثبت قدرتها على العمل في أصعب الظروف.
ويضيف المقبل..إن هناك أعمالا سطحية ساذجة في مضمونها الفكري وشكلها الفني بما في ذلك الأداء التمثيلي أنتجت مؤخراً وهي مسلسلات غير لائقة بتاريخ الدراما السورية وفي بعض الأحيان تسيء لهذا الفن وصناعه ومنها الأعمال التي تقدم البيئة الشامية بطريقة مشوهة تسيء لتاريخ المجتمع الدمشقي مع وجود بعض الاستثناءات القليلة في هذا المجال.
ويوضح صاحب شخصية الملاح نورمان بيكر في المسلسل العراقي “سفينة سومر” المنتج مؤخراً أن الدراما تأثرت كباقي الأمور في سورية حيث قاطعت كثير من المحطات العربية الدراما السورية لتشكيل ورقة ضغط على السوريين وخاصة الفنانين لإجبارهم على الهجرة سعيا وراء العمل ولكن الدراما السورية استطاعت أن
تتأقلم مع الوضع القائم وتنتج الكثير من الأعمال التي تليق بتاريخ الدراما السورية.
ويؤكد المقبل أن إصرار شركات الانتاج الوطنية على مواصلة عملها ووقوف بعض الفنانين والفنيين الى جانب هذه الشركات لمواصلة الانتاج حقق نجاحات مهمة وساعد على تجاوز الكثير من العقبات نحو مناخ انتاجي افضل منوهاً بدور المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والسينمائي التي تعتبر ركيزة أساسية في التغلب على الأزمة واستمرار الانتاج مع ضرورة تطوير أدواتها والانفتاح أكثر على كل الفنانين السوريين الذين أصروا على البقاء في وطنهم رغم كل ما قدم لهم من إغراءات خارجية.
ويقول صاحب شخصية أحمد بن ابي داوود في مسلسل باب المراد الذي يعرض حاليا ان نقابة الفنانين معنية بممارسة دورها الحقيقي في حماية الدراما السورية كما ان لوزارة الاعلام دورا مهما بالرقابة على النصوص التي تنتج لحماية الصناعة الدرامية التي تشكل اجماعاً لكل السوريين وتعتبر الأولى لدى المشاهد العربي.
وعن تناول الأعمال الدرامية للأزمة في سورية يرى المقبل أن أغلب ما قدم في الأعوام الماضية وتحت مقولة اعمال تحاكي الأزمة كان سطحيا في تناول الحدث دون الغوص في تحليل أبعاد الأزمة وجذورها التاريخية المرتبطة بالحركات الإرهابية.
ويضيف المقبل.. إن الأعمال الدرامية الممولة من شركات أومحطات عربية وخاصة الخليجية تفرض نوعية محددة من المواضيع التي تطرحها هذه المسلسلات وهي في الغالب افكار مشبوهة وتسيء لبنية المجتمع السوري وهي جزء من الموءامرة التي حيكت على الدراما السورية بعد أن قدمت مواضيع في غاية الأهمية بأسلوب راق يحترم ذائقة المتلقي السوري والعربي.
ويوضح الممثل السوري أنه بالنظر لتجارب بعض الفنانين السوريين في الدراما العربية وخاصة المصرية يتضح ان أغلب هذه المشاركات لم تكن ناجحة مشيرا الى انه مع المشاركة مع أي دراما عربية بالعموم ولكن بأدوار لها خصوصية وأن يتحدث الممثل بلهجته السورية فإن أي ممثل مهما اتقن اللهجة الغريبة عنه يبقى صادقا في لهجته اكثر.
ويقول.. إن الاعمال العربية المشتركة الناطقة باللغة العربية الفصحى مهمة لأنها تعمل على دمج الفنانين العرب وتبادل الخبرات فيما بينهم مشيرا الى أن الدراما العربية هي الوحيدة التي تعنى بإنتاج هذا النوع من الأعمال.
وحول واقع الممثلين الشباب يرى صاحب المسيرة الطويلة في التمثيل أن أسس مهنة التمثيل بدأت تتبلور في فترة ما قبل الأزمة أما اليوم فصار هناك الكثير من التجاوزات وخاصة من اصحاب الادوار الثانية والثالثة الذين يشاركون بأجور قليلة جدا ليستمروا بالعمل على حساب فرص خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية الذين يخضعون لبورصة الأجور للحصول على فرص العمل.
ويعتبر صاحب التنوع في الأداء التمثيلي أن الدبلجة تعتبر مهنة مستقلة ولها ممثلوها المتخصصون وأنها موجودة في سورية منذ زمن في افلام الرسوم المتحركة واليوم في الكثير من المسلسلات التركية وغيرها وهي تتيح فرص عمل لبعض الممثلين السوريين وتعطي خبرة جيدة في هذا المجال.
ويقول المقبل..عندما بدأت بعض الشركات الانتاجية الخاصة بدبلجة المسلسلات الدرامية التركية أعطى الممثل السوري لهذه الاعمال قيمة واصبحت مشاهدة في معظم القنوات العربية وشكلت في ظل الظرف الانتاجي الصعب مصدر رزق للكثير من الممثلين ولكنها لا تعتبر منافسة للدراما السورية.
ويضيف..انه عندما يعود الاستقرار والامن والامان لسورية ستعود لسابق عهدها وتألقها مشيرا الى ان هناك استعانة كبيرة اليوم من قبل اغلب الدرامات العربية بالمواهب والامكانات الفنية السورية سواء في مجال التمثيل والاخراج وحتى المتخصصين بالأمور الفنية.
ويوضح المقبل أن نجوم الصف الاول في الدراما السورية يأخذون حقهم المادي وهم قلة قليلة بين الممثلين بينما الباقي لا يحصلون على أجورهم الحقيقية ولا يملكون الاحتجاج على ذلك لأن الجهة المنتجة ستستبدلهم فورا بغيرهم من الممثلين الذين يقبلون بأجر أقل وبموافقة المخرج لتلبية رغبة المنتج الذي لا يحرص سوى على وجود النجم ليضمن التوزيع للمحطات الفضائية.
ويبدي المقبل تفاوءله بمستقبل الدراما السورية ويقول..إن ما يعول عليه هو الشركات المنتجة صاحبة المشروع الفني الحقيقي ووجود مخرجين سوريين أصحاب رؤية مميزة وقادرين على تطوير العمل الفني وأدوات الأداء لتقديم أعمال درامية بمستوى عال.
ويضيف..إنه مع الشللية الايجابية التي تقوم على مشروع إبداعي مشترك يجمع فريق عمل لصالح المنتج الابداعي أما الشللية السلبية القائمة على المصلحة الشخصية فهي عبء على العمل الفني ما ينعكس سلبا على العملية الابداعية والصناعة الدرامية ككل وهي موجودة بكثرة في الوسط الفني.

محمد سمير طحان