بإرادة وعزيمة.. سيدة تؤسس مشروعها الخاص في السويداء

السويداء-سانا

بين فقد الزوج شهيدا خلال هجمات تنظيم “داعش” الإرهابي على قرية رامي بريف السويداء الشرقي عام 2018 ومسؤولية تحمل تربية الطفل الوحيد تحدت الشابة ناديا العطالله ظروفها وأسست مشروعا صغيرا حقق لها استقرارا ودخلا يعينها على تحمل أعباء الحياة ومتطلباتها.

المشروع كما ذكرت الشابة ناديا 23 عاما في حديث لمراسل سانا بدأت برسم ملامحه الأولية وهي بعمر 19 عاما بحصولها على قرض صغير بمبلغ 200 ألف ليرة من إحدى مؤسسات التمويل الأصغر في السويداء اشترت من خلاله بعض الأدوات المنزلية البسيطة وسوقتها بناء على الطلبات في قريتها.

ووفق ناديا أو أم قيس كما تتم مناداتها انتقلت بعد استشهاد زوجها بفترة مع طفلها الصغير الذي هو اليوم بعمر خمس سنوات من قرية رامي إلى مدينة السويداء حيث أسست مشروعها المتمثل بمحل صغير لبيع الأدوات المنزلية عقب حصولها على منحة من برنامج سبل العيش بمركز مقام عين الزمان الخيري بمبلغ مليون و500 ألف ليرة.

وبينت ناديا التي تحمل شهادة الثانوية التجارية أنها طورت مشروعها حتى أصبح لها اسم في السوق وثقة مع التجار والزبائن وأصبحت أيضا تسوق منتجات محلها إلى المنازل عبر مكتب توصيل ما ساعدها بتحقيق دخل يعينها في دفع أجور المنزل والمحل المستأجرين بالمدينة ومصاريفها وطفلها.

“مشروع صغير من تعبي وكدي لكنه يكفيني” هذا ما قالته أم قيس بفخر كبير مشيرة إلى أنه “لا بد للإنسان أن يبدأ من نقطة الصفر والصعود على درجات السلم بالتتالي للوصول إلى هدفه في الحياة”.

وحسب أم قيس التي عزز عملها ثقتها بنفسها فانه يجب على كل امرأة سواء أكانت أرملة أم مطلقة أم عزباء عدم الوقوف بوجه مصيرها والانتظار ليأتي أحد لمساعدتها بل يجب الاعتماد على نفسها لأنه بالإرادة والعمل نصنع المستحيل.

ما تقوم به أم قيس التي تقضي ساعات طويلة بمحلها لا يتعارض كما ذكرت مع تربية طفلها الوحيد ورعايته والحرص على تعليمه لتحقيق مستقبل أفضل له.

وأم قيس وفق العامل في أحد مكاتب خدمات الزبائن عمر زين الدين تسوق عبر المكتب للمنازل منذ فترة وهناك ثقة بها كونها صادقة بتعاملها.

وتبقى ناديا إحدى النساء السوريات اللواتي صعدن مراتب النجاح عبر عملهن المتقن المستند إلى إرادة لا تلين.

 عمر الطويل