الأديبة نهاد أحمد: أكتب بعفوية وللموسيقا والفنون حضور دائم في رواياتي

طرطوس-سانا

صدر لها حتى الآن ثلاث روايات هي “ديلارا”، “ليلك يستحق الانتظار”، “الراغبون” بصورة متتابعة وخلال مدة زمنية قصيرة كانت ثمرة شغف كبير وعلاقة حميمة ومتأنية حاكتها الأديبة نهاد أحمد مع الكتاب والقراءة والترجمة والتأمل امتدت لأكثر من ثلاثة عقود وضعتها منذ إصدار روايتها في مصاف كتاب الرواية السورية المتميزين.

عن البدايات وعلاقتها مع الكلمة والكتاب وأسباب التأخر في النشر قالت نهاد أحمد في حديث لوكالة سانا: “لم يلفتني شيء في أي منزل كنت أقوم بزيارته أكثر من الكتب فلطالما كان لوجودها معنى جميل وأفق مفتوح على واحة خصبة تغني العقل وتثري الفكر وقد كان لي حظ وفير بالحصول على تنوع كبير من الإصدارات من مختلف الثقافات التي لا حصر لها”.

ولا تنفي ولا تؤكد نهاد تأثرها من خلال قراءتها الغزيرة بأحد الكتاب لكنها بعد أن ألفت الكثير من القصص لم تفكر في النشر حتى نضجت الرواية في ذهنها مدفوعة بعوامل كثيرة ومصادر إلهام من الطبيعة بمختلف صورها.

وتجمع نهاد في أسلوبها بين الواقعية الموضوعية والواقعية النقدية واختلاط الاتجاه الواقعي بالاتجاه الفني وهو ما يدعى بالرواية التسجيلية حيث الاتسام بالموضوعية الكاملة وتصوير الواقع كما هو مضاف إلى ذلك صورته الأجمل والتي هي حلم كل كاتب يطمح إلى التغيير في مجتمعه نحو الأفضل.

انطلاقاً من هذه النظرة لدور الأديب تصبح الكتابة هنا بموقع الواعظ والمعلم الذي يبتغي تقديم الحلول بأسلوب واضح ومباشر ولكن من دون أن نضحي بالجانب الفني للعمل الأدبي.

وحول انتمائها إلى مدرسة أدبية معينة تقول نهاد: “لم يخطر في ذهني أن أنتمي إلى مدرسة أدبية ما فأنا أكتب بعفوية صادقة ولي في هذا خصوصية الغوص في أعماق النفس البشرية وسبر أغوار الشخصيات”.

وتوضح أن أسلوبها في الكتابة مر بعدة مراحل سبقت ولادة الرواية منها التأمل والتفكير الطويل في خلق عالم مماثل للواقع كان ضبابياً في البداية وأخذت تتوضح معالم الصورة يوماً بعد يوم وتغذي الرغبة في الخروج إلى النور حيث ينتظر القراء الذين تابعوا ما كتبت السعادة والتشجيع للاستمرار.

وتشير إلى أن العالم الروائي الجميل أخذها إليه وجعلها تذوب في خضمه وتنعزل لأجل إتمام العمل كما رسمته في ذهنها كأي طائر يدأب في بناء عشه.

وللمكان أثر كبير في نفس نهاد ويبدو ذلك واضحاً في أعمالها وترى أن الأماكن نحملها في الذاكرة فتبدو بهية ملهمة ينقلها الكاتب إلى صفحات الكتاب وكأنه يتجول فيها فعلاً.

نهاد التي تشتغل على رواية جديدة باللغة الإنكليزية بعنوان “المشرق في العمق” تصف الكتابة بالحالة الجميلة والتي ومن روعتها تدخلنا في زواريبها وتغلق الباب خلفنا ويصبح معها للوقت ثمن باهظ من الصعب العبث به.

وخلقت ولادة الرواية لدى نهاد حالة من السعادة لا يمكن وصفها وخاصة الإصدار الأول الذي منحها شعوراً جميلاً جداً لأنها ساعدتها على إيصال رسالتها للناس بأن لا بديل عن الكتاب في تنوير عقولنا وإسعادنا في أوقات فراغنا وأنه دائماً الأمثل والأجمل.

ولدى سؤالنا عن المساحة الكبيرة التي خصصتها للمسرح والموسيقا والرقص في روايتيها “ديلارا وليلك يستحق الانتظار” قالت: “دائماً للموسيقا والفنون حصة وحضور في رواياتي ويحدث هذا بشكل تلقائي لأني أعتبر أن الفنون الجميلة كالرقص والمسرح هي ملاذ الإنسان للاستمرار حيث الجمال ينقذ العالم كما الحب يضخ الدم في عروقنا فنزهر من جديد”.

عناصر كثيرة في أعمال الأديبة نهاد تشد القارئ لمتابعة القراءة إلى النهاية وإضافة إلى واقعية الأحداث والأماكن هناك الأجواء الرومانسية التي تعد عنصر تشويق لا يقل أهمية عن اللغة السليمة الصحيحة والعبارة القصيرة الخالية من أي تكلف والتي عبرت عنها الكاتبة بالعفوية وهي أن دلت على شيء فإنما تدل على روح ممتلئة بالشغف والتعلق بالكتاب والكتابة.

تختم الكاتبة نهاد أحمد حديثها: إن أصدق المواعيد وأجملها هي موعدك مع فصول رواية فالكتاب لا يخيب أملك ولا يعتذر لأنه لا يخلف وعده.

يذكر أن نهاد أحمد تحمل إجازة في الأدب الإنكليزي ودبلوم ترجمة عملت مدرسة لغة إنكليزية في مدارس دمشق وطرطوس لأكثر من ثلاثين عاماً ولها عشرات المقالات المترجمة في الأدب والنقد الأدبي.

خير الله علي