الاكتئاب ..يؤدي تدريجيا لفقدان الذاكرة قصيرة المدى

اللاذقية-سانا

أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن الاكتئاب يؤدي تدريجيا إلى فقدان الذاكرة قصيرة المدى ما قد يؤثر على العمل والعلاقات الاجتماعية.

وأوضحت الدراسة التي أجراها باحثون في مركز صحة الدماغ بجامعة تكساس في دالاس أنه يصبح من الصعب على الأشخاص الذين يمتلكون أفكارا كئيبة التذكر ما يؤدي إلى فقدان الذاكرة.

ويحذر القائمون على الدراسة التي شملت 157 طالبا في المرحلة الجامعية من أن الاكتئاب يمكن أن يؤدي أيضا إلى سلوكيات صحية ضارة كالتدخين واستهلاك الكحول الزائد واضطراب النوم.

وترى الاختصاصية النفسية نورا سعيد أن حالات الاكتئاب العابرة أمر طبيعي فمن غير الممكن أن يكون الشخص سعيدا طول الوقت لكنه يتحول إلى مرضي عندما يسيطر على المشاعر والأحاسيس ويتسبب بحالة من القلق والتعاسة والكسل واللامبالاة ويصبح الشخص حادا ونزقا الأمر الذي يتطلب العلاج.

وتشير الاختصاصية إلى أنه قد يرافق الاكتئاب شعورا بالتعاسة والسلبية والحزن والذنب وانعدام الثقة بالنفس وفقدان الشهية التي تؤدي إلى فقدان الوزن أو النهم المفرط الذي يسبب السمنة إضافة إلى انعدام النوم أو الإفراط به وانعدام القدرة على التركيز والتذكر أواتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات والتواصل مع الاخرين وضعف الأداء ما يؤدي إلى الانزواء والابتعاد عن المحيط مبينة أن الحالة قد تتطور إلى أفكار وخواطر متكررة عن الموت والانتحار.

وترى سعيد أن الاكتئاب في وقتنا الحالي بات أكثر شيوعا بين الشباب والمراهقين أكثر من أي وقت مضى نتيجة عوامل كثيرة منها الفقر والبطالة وأخرى نفسية كالسلبية والغضب المكبوت والعجز عن التكيف مع الظروف المستجدة والتعبير عن الحزن والتغذية السيئة وعدم وجود الأصدقاء.

ويصنف الاكتئاب ضمن أنواع حسب الاختصاصية منه الاكتئاب المتكرر القصير ويستمر من ثلاثة أيام إلى أسبوع ويتكرر ظهوره ويصيب الرجال والنساء على حد سواء ولا يحتاج لعلاج بل قدرة ومعرفة بطرق الخروج من الحالة بينما يسمى النوع الثاني بالإعياء العقلي وهو أخف من الاكتئاب ويستغرق فترة اطول للشفاء عامين أو أكثر.. وأكثر شيوعا لدى النساء وغالبا ما يظهر قبل سن الخامسة والعشرين.

وتلفت سعيد إلى وجود نوع آخر يسمى بالاكتئاب المسي وهو أقل شيوعا وتتداخل فيه نوبات الاكتئاب مع نوبات المس أو الجنون إضافة لما يسمى باكتئاب الشتاء الناجم عن نقص ضوء الشمس.

وفيما يخص العلاج توضح سعيد أنه يشمل علاجا معرفيا وآخر دوائيا وكلاهما يتطلبان مراجعة مختص لتشخيص الحالة.

من جهتها تؤكد الاختصاصية النفسية ليزا زيود أن الاضطرابات النفسية مجموعة تحولات جسدية ونفسية وعقلية تحدث نتيجة عوامل ضغط مختلفة موجودة في محيطنا كعوامل بيئية مثل الفقر والضجيج والكوارث الطبيعية أو شخصية مرتبطة بطبيعة تفكيرنا وفهمنا للحياة وسلوكنا واصفة العصر الحالي بعصر الاضطراب النفسي لما يزخر به من مسببات مزعجة وأخبار سيئة.
وتضيف الاختصاصية زيود أنه عند زيادة التحديات والواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتق الشخص عن الحد الطبيعي قد تؤدي إلى الاضطراب أو الشدة النفسية مشيرة إلى أن الأشخاص يختلفون في مدى تحملهم للأزمات وطريقة تعاملهم معها.

وتوصي زيود بضرورة الابتعاد عن العوامل المزعجة وأخذ فترات استراحة من العمل والتواصل مع الآخرين بشكل دائم وممارسة الرياضة والتغذية الصحية المتنوعة أما في حال كان الاضطراب النفسي حادا فيجب مراجعة الطبيب للعلاج.

سلوى سليمان-نعمى علي

انظر ايضاً

ازدياد حالات الاكتئاب والقلق حول العالم بسبب كورونا

كانبيرا-سانا كشفت دراسة تناولت تأثير جائحة كوفيد 19 على الصحة العقلية للسكان في العالم ازدياد …