الأخبار اللبنانية: المعتدلون هي التسمية المفضلة لدى واشنطن تطلقها على حلفائها

بيروت-سانا

أكد الكاتب والصحفي اللبناني صباح أيوب أن “المعتدلين” هي التسمية المفضلة لدى واشنطن تطلقها على حلفائها أياً كانوا لتضعهم في خانة تبرر تحالفها معهم ..متسائلا.. لكن حسب أي معايير يأتي “الاعتدال” فلا معايير لدى واشنطن فالسعودية مثلا تقود محور الاعتدال العربي وثوار ليبيا الذين دعمتهم واشنطن أنتجوا “اعتدالاً” باهراً.
وقال الكاتب في مقال نشره اليوم في صحيفة الأخبار بعنوان “رحلة البحث عن /المقاتلين المعتدلين/ في سورية “إنه منذ بداية ظهور المجموعات المتطرفة في سورية سارعت واشنطن إلى ضم “المعارضة” السورية إلى لائحة الاعتدال ذاتها لكنها وقعت هذه المرة في فخ التسمية البدعة التي ابتكرتها ورددها الإعلام الغربي السائد “فكيف لحامل سلاح أن يكون معتدلاً كيف لمردّد شعارات طائفية ومذهبية أن يروّج لاعتداله”.
وتابع الكاتب أن “الإعلام الغربي السائد تولى ترديد عبارة /المقاتلين المعتدلين/ حتى بات من الوقائع الثابتة في تغطياتهم ومن المسلّمات في تعليقات أشهر الصحفيين والمسؤولين وأوهموا الناس بوجود “قوى معتدلة” سورية يجب على الولايات المتحدة أن تسلّحها فأين هم ما اسمهم ما هي مبادؤهم” لافتا إلى أن “واشنطن وضعت ما يسمى “الجيش الحر” منذ سنوات في واجهة “المعتدلين” لكن سرعان ما تفكك وتطرف بعضه أو عاد بعضه الآخر إلى صفوف الجيش السوري”.
وبين الكاتب أنه ورغم التطورات المأساوية الحاصلة في الميدان السوري لناحية ازدياد تطرف المسلحين بشكل سريع يأبى معظم الإعلام والمسؤولين أن يعترفوا بأن “المقاتلين المعتدلين” كانوا وهماً بل اختراع هش ومن عولوا على “اعتدالهم” في السابق يقفون اليوم الى جانب قوى مصنفة “إرهابية” ومرتبطة بـ “تنظيم القاعدة الإرهابي”.
وأضاف الكاتب بعيد إعلان الرئيس باراك أوباما قراره بتخصيص 500 مليون دولار لتسليح “المعتدلين” في سورية وتدريبهم نشرت وكالة أسوشييتد برس لائحة بالمجموعات التي يرجّح أن تستفيد من ذلك الدعم الأميركي وفي تلك اللائحة تظهر ما يسمى “جبهة النصرة” وتنظيم “دولة العراق والشام” المصنفتان إرهابيتان من قبل الإدارة الأميركية.
وتابع الكاتب: قليل من الصحفيين توقفوا كما يجب عند هذه النقطة، والبعض تجاهلها تماماً، رغم إدراك معظم الصحافيين المعنيين أن السلاح في سورية يتنقّل بين مجموعة وأخرى ويحطّ في النهاية بأيدي “المتطرفين” الذين يكدسون السلاح النوعي منذ فترة .. عدد قليل من الصحافيين لفتوا إلى أنه نظراً إلى الواقع على الأرض، لا يمكن أن تمنع أي مجموعة مسلحة في سورية من الحصول على أي سلاح يدخل إلى البلاد.
ولفت الكاتب أنه يكاد يجمع من تناولوا الموضوع بنظرة انتقادية على أن السلاح الذي وعد به أوباما أخيراً سيصل بعضه عاجلاً أو آجلاً إلى أيدي “المتطرفين” الذين تحاربهم الولايات المتحدة في بقاع أخرى من الأرض وفي الجارة العراق حاليا مؤكدا ليس هناك أي قوة “معتدلة” مستقلة في الميدان السوري الآن فمعظم التقارير الصحافية خلصت والبعض رأى في إعلان أوباما الأخير مدعاة للتهكم والسخرية.
ونقل الكاتب سخرية الكاتب آندي بوروفيتز على موقع مجلة ذي نيويوركر “اقترح نسخة من طلب رسمي يجب على /المقاتلين/ السوريين أن يملؤوه لتفرز الإدارة في واشنطن بين /المعتدلين/ وغيرهم فتسلّحهم” حيث أراد بوروفيتز أن يشير إلى أن من المستحيل فلترة “المقاتلين السوريين” حالياً وأنهم جميعهم يسعون إلى “إقامة الخلافة” في المنطقة كما كتب روبرت فيسك ساخراً في مقال في صحيفة ذي إندبندنت بعنوان “معتدلو سورية ليسوا معتدلين كثيراً في العراق”.
وأضاف الكاتب أن الصحفي البريطاني فيسك وفي إطار انتقاده لقرار أوباما منح المقاتلين السوريين “المعتدلين” مبلغ 500 مليون دولار علق بتهكم على الكونغرس الذي يريد تسليح “مقاتلي الحرية الشجعان هؤلاء” إذاً فأوباما الذي أرسل نخبة من مستشاريه إلى العراق لمساعدة الحكومة العراقية على مواجهة المتطرفين يقرر دعم المقاتلين في سورية الذين بمعظمهم يؤيدون مقاتلي العراق المتطرفين.
ويعترف فيسك بأن الأمر “محير” لذا يقول إنه علينا أن نسأل بداية من هم “المقاتلون المعتدلون” الذين يريد أوباما تسليحهم وتدريبهم” فالرئيس حسب الكاتب “لم يسمهم ولا يستطيع تسميتهم لأن “القوة المعتدلة” التي أرادت واشنطن مساعدتها بالتعاون مع سي آي إي وبريطانيا والسعودية وقطر وتركيا أي ما يسمى “الجيش الحر” قد تحللت خصوصاً فيما يتعلق بقيام عناصره ببيع الأسلحة التي زودوا بها.
وأشار الكاتب إلى أن البعض تساءل هل الإدارة في واشنطن على علم بما يجري على أرض الواقع في سورية ولماذا تسهم إذاً في دعم تنظيم “دولة العراق والشام” و “جبهة النصرة ” الإرهابيين وغيرهما من المجموعات التي تكلّف الحرب ضدها الخزينة الأميركية أموالاً طائلة فيما هلل رجال الكونغرس المرتبطون بلوبيات السلاح لقرار أوباما ورحّب به المتعطشون إلى حرب جديدة دائماً… لكن أحداً لم يصدق وزير الخارجية جون كيري عندما أعلن من جدة منذ أيام أن “المعارضة السورية المعتدلة” التي سيقدم إليها السلاح سيساعد مقاتلوها على دحر تنظيم “دولة العراق والشام” في العراق.

انظر ايضاً

الأمن العام اللبناني يوقف عميلا للعدو الإسرائيلي ويكشف مؤسسة لتنفيذ عمليات أمنية ضد دول عربية يديرها ضباط إسرائيليون

بيروت-سانا كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية أن الأمن العام اللبناني تمكن من توقيف عميل للعدو الإسرائيلي …