منال هاني: للشعر أسس وعلى الشاعر امتلاك القدرة لتقديم نص حقيقي يلامس الوجدان

دمشق-سانا

منال هاني تكتب الشعر والمقالة والقراءة الانطباعية وتسعى إلى نص حقيقي يعكس حياة المجتمع ويعمل على تطوره وتحافظ على الانفعال الوجداني في الطرح.

وفي لقاء مع سانا الثقافية قالت الشاعرة هاني: لقد خضت تجارب كتابية وأدبية عديدة وحرصت أن أقدم الصورة الحقيقية عن الثقافة السورية والأدب الحقيقي الذي يكتبه بعض الأدباء السوريين فشاركت في أكثر من عمل موسوعي مع كتاب وأدباء عراقيين وفق خيارات مدروسة بدقة لتكون رافداً للدارسين والباحثين فمنها ما شاركت به ومنها ما قدمت إليه.

وأشارت الشاعرة هاني إلى أن الشعر المطروح حالياً لا يمكن حصره أو تصنيفه ضمن بوتقة واحدة وبالتالي لا يمكن إعطاء رأي يشمل كل التوجهات والمذاهب الشعرية ولا سيما أننا نشهد حالة توجه ذي قاعدة عريضة نحو الحداثة وما بعدها والتجديد الذي طرأ على أنماط الشعر والخروج عن أطره التقليدية بحجة التغيير الذي يشهده العالم وتماشياً معه أفرز ما يمكن أن يسمى شعر المرحلة الذي يمثل التسارع والاختصار والانفتاح الكبير والتمازج مع تيارات أدبية أخرى وهذا ما يمكن أن يحتوي على وجهين السلبي والإيجابي وأحدهما قد يضر بهوية الشعر العربي وتراثه.

وأضافت هاني.. لا بد أن يمتلك الشاعر القدرة على تقديم النص الحقيقي ومواكبة الحياة وألا ينحو إلى الاستسهال والسذاجة في التعامل معه كما جاء في كثير مما نراه اليوم وخاصة على صعيد بعض النثر فلا بد من التماشي مع النهضة الثقافية والفكرة بشكل مرن ولكن يجب أن يكون منضبطاً وواعياً لعبور التاريخ.

وبينت هاني أن الشاعر لا يمكن أن يكتب قصيدة إلا إذا تسلطت هي على نوازع فكره وبثت بوحها عبر خيالاته لتكون القصيدة وريثاً لشعوره الذي يجب أن يتلقاه المجتمع بقبول حسن وبحالة سامية ولا بد لهذا الشعر أن يمتلك الإيقاع والروح والطاقة على الأثر بالآخر والكلمة التي يجب أن تؤءثر في عاطفة الإنسان والموسيقا القادرة على إيقاظ المشاعر وهذه الأشياء كلها تمر بالتفكير العقلي الذي يرتبها بشكل منطقي وسليم.

وقالت هاني.. لا بد لأي نص أدبي من أن يقدم بناء معرفيا وفكريا صحيحا وهذا استفدت منه من خلال تعاملي الثقافي مع أدباء سوريين وعراقيين وعرب الذين ساهموا في صقل موهبتي.

وختمت هاني.. إن هذا الحراك الأدبي الذي نشهده يوجد به ما يبشر بعودة مجد الأدب والشعر وهذا نراه في بعض الأنشطة الثقافية والفعاليات وأنا أتفاءل بمستقبل الشعر برغم انحسار عدد القراء لأن هناك مواهب كامنة تتحرك وتتحول ببطء وتقدم التنوع الشامل الذي يعد بمستقبل مشرق.

يذكر أن الشاعرة منال هاني تكتب في عدد من الصحف والدوريات ولها مقالات وقراءات نقدية نشرت في صحف عربية وشاركت في كتابين صدرا في بغداد حول الشعر والنقد وهي مديرة مكتب جريدة أسرار في حلب وسيصدر لها قريباً الرحيق المعتق على شكل ديوان شعري وصدرت لها مؤخراً مشاركة في كتاب خمسون مبدعا عراقيا.

محمد خالد الخضر