الزراعة الحافظة… تقليل الحاجة للعمالة والآلات الزراعية وتحسين الإنتاجية

دمشق-سانا

تعد الزراعة الحافظة (الزراعة بدون فلاحة) نظاما زراعيا بديلا يعتمد في جوهره على زراعة المحاصيل في تربة غير محضرة بشكل مسبق من خلال شق التربة بشكل ضيق وعمق كاف لوضع الأسمدة والبذار وتغطيتها بشكل ملائم.

وانطلاقا من هذا المفهوم تبقى التربة مغطاة ببقايا المحصول السابق سواء من البقايا النباتية الميتة أو محاصيل التغطية الخضراء السابقة بحيث تترك بقايا المحصول السابق فوق سطح التربة كما هي بعد الزراعة وفق الدكتور محمد منهل الزعبي مدير ادارة بحوث الموارد الطبيعية بالبحوث العلمية الزراعية.

ويعتمد نجاح نظام الزراعة الحافظة وفق تصريح الزعبي لمندوبة سانا على أربع ركائز أساسية وهي عدم فلاحة التربة وتحريكها والمحافظة على التغطية المستمرة لسطح التربة بالبقايا النباتية أو بالمحاصيل الخضراء إضافة إلى تطبيق الدورة الزراعية المناسبة التي تتضمن محصولا بقوليا والمكافحة الفعالة للأعشاب الضارة.

ويشير الزعبي إلى أن منافع هذه الزراعة تتمثل في تقليل الحاجة للعمالة والآلات الزراعية وتوفير الوقت والوقود وتحسين انتاجية وترشيد استهلاك مياه الري والحد من انجراف التربة وزيادة محتوى التربة المائي إضافة إلى تحسين نفاذ المياه داخل التربة وكمية ونشاط الكائنات الحية في التربة وتقليل تلوث الهواء وتحسين وثباتية الانتاجية على المدى البعيد.

وعن الأسباب الموجبة لتبني نظام الزراعة الحافظة من قبل المزارعين لفت الزعبي إلى انه يتطلب عملا أقل ويعطي عوائد انتاجية أكبر ويكافح الانجرافين المائي والريحي باعتباره تقانة صديقة للبيئة.

وللزراعة الحافظة وفق الزعبي منافع اقتصادية بالنسبة للمزارعين تتمثل في زيادة انتاجية المحاصيل واستقرار الإنتاج الزراعي وزيادة هامش الربح نتيجة انخفاض تكاليف الانتاج الزراعي وتقليل الحاجة للعمالة الزراعية وتكاليف استهلاك الطاقة والتقليل من حدة التعرض للجفاف نتيجة قلة فقد المياه وتحسين مقدرة التربة على الاحتفاظ بالماء.

وعن العوامل المعيقة لإمكانية تبني تقانة الزراعة الحافظة بين الزعبي أن عدم توافر الآلات الزراعية المناسبة للزراعة الحافظة وقلة توافر مبيدات الأعشاب الضارة وصعوبة اقناع المزارعين بالتخلي عن الفلاحة وقلة المعرفة بالأعشاب الضارة وطرق مكافحتها من أهم المعوقات لانتشار نظام الزراعة الحافظة.

ويقول الزعبي إنه يتوجب قبل الشروع في تبني تطبيق الزراعة الحافظة إجراء تحليل كيميائي للتربة وتحديد درجة حموضتها فالتربة سيئة الصرف بشكل عام غير مناسبة لنظام الزراعة الحافظة كما أن آلات الزراعة الحافظة لا تعمل بشكل جيد إذا لم تكن الأرض مسواة أو ممهدة بشكل مناسب مشيرا إلى أن عملية تغطية سطح التربة بشكل دائم بطبقة سميكة من البقايا النباتية تشكل عاملا اساسيا لنجاح نظام الزراعة الحافظة.

ومن أهم نتائج تطبيق النظام في سورية وفقا للزعبي زيادة إنتاجية الأنواع المحصولية البقولية حيث ازدادت إنتاجية القمح بنسبة 3ر15 بالمئة وانتاجية الشعير بنسبة 6ر8 بالمئة والعدس بنسبة 11 بالمئة والحمص 18 بالمئة مقارنة مع الزراعة التقليدية ولا سيما تقليل تكاليف الإنتاج الزراعي وتخفيض استهلاك الوقود المازوت وتخفيض كمية البذار المزروعة وزيادة صافي الإيرادات والأرباح.

بشرى برهوم

انظر ايضاً