فاجعة عربية كانت الجامعة من صناعها-الوطن العمانية

فاجعة عربية أسمها ليبيا، كارثة ليس لها مثيل في التاريخ العربي المعاصر عنوانها ليبيا، واحة خضراء كانت فإذا بها خربشة من الخراب المبرمج، ويا ليتها النهاية في مشهد ليبي، بقدر ماهي كل البدايات التي لانهايات لها.

هكذا تلخص كل المشاهد الليبية حالة قطر عربي ظن شعبه حرية فإذا به داخل معتقل، تأمل شعبه التغيير فإذا بالمآسي تنقلب عليه وتهدد وطنا بأكمله. هي مسؤولية عقل أدار تلك اللعبة الجهنمية ومثل فيها أفكاره، من هنري ليفي إلى مجلس الأمن الدولي إلى الحلف الأطلسي، وقبلها جميعا، الموقف المشكوك بأمره الذي وقفته جامعة الدول العربية وفسحت فيه المجال للقضاء على وطن كان عزيزا على جيرانه وعلى دوره، فإذا به مطحنة قتلى، وفبركة خراب يومي، وعصارة أحاسيس بخوف شعبي يرقى إلى مستوى القلق الكبير في حياة لم يعد لها قيمة.

تحكم ليبيا اليوم تلك الجماعات الإرهابية التي أنشأت لنفسها قوة موزعة على مدار وطنها الذي لم يعد وطنا سوى مجموعة من الأوطان التي يسعى ما تبقى من جيشها أن يتجاوز حالتها فإذا به أقل قدرة من أي تنظيم آخر، لا تأثير له ولا قرار، لا إمكانيات في التأثير على الواقع الليبي، صار جزءا من ميليشيات قائمة، ومع ذلك يحاول، لكنه يظل أسيرها ولا يتعداها.

ليبيا اليوم تبحث عن مخرج وهي تحمل مسؤولية دمها المهدور لجامعة الدول العربية التي قدمته هدية للحلف الأطلسي ولكل المكونات الغربية فتم الاجهاز عليها. تلك الجامعة التي ترمق من بعيد قطرا عربيا كل ما يدور فيه من مسؤولياتها التاريخية، وكل صورة ومشهد قائم فيه، يعود اليها، جامعة غدرت بأحد بلدانها، لم تحمه من غدر الغادرين بل اوصلته بيدها اليه.

هذه الجامعة لعبت أيضا بالدم السوري، وساهمت إلى حد كبير بإطلاق الخطر الشديد على سورية، بل لعلها الوجه البشع الذي وجه سهام تآمره على سورية، ولم يحسب حسابا للواقع السوري الشعبي والاجتماعي، فكل ماوصلت اليه ليبيا وسورية جرى بتوقيع تلك الجامعة وبادارة منها وبتوقيع من مسؤوليها الذين سيظل ذنبهم الكبير يلاحقهم، فلا هم يعتذرون، ثم ماذا عليه اعتذارهم اذا كانوا قد اوصلوا بلدين عربيين الى هذا الدرك الصعب.

ليبيا اليوم إذن بحاجة لتحريرها من أيدي العابثين بمصيرها، شعبها ينوء تحت أوجاع لاحصر لها، والمشكلة الاكبر، ان ليبيا مشروع تفجير لمحيطه، ولابعد منه كما هو حال الإرهابيين الليبييين في سورية، فاذا عرفنا ان عدد الليبيين لايتجاوز الاربعة ملايين، فلماذا يحتشد فيها اكثر من عشرين مليون قطعة سلاح.

وليبيا اليوم تحوي ثلاث قواعد لـ” القاعدة ” يقوم بحراستها على مدار الساعة طيران الحلف الأطلسي، وهي مراكز تدريب للإرهاب يتخرج منها العشرات كل شهر يتم إرسالهم الى أماكن مختلفة.

مصر تحذر رعاياها من الذهاب الى ليبيا، وكذلك تونس والجزائر، وكل العرب مطالبين بالابتعاد عن مكان أضحى الأخطر في العالم. فهل تسلل الخجل الى جامعة الدول العربية التي باعت واشترت على ظهور عالمها العربي وماذا عساها هذه الجامعة فاعلة للتكفير عن ذنب اقترفته بحق هذا البلد العربي؟!..

رأي الوطن

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …