الاستخبارات الهولندية تحذر من خطر الجماعات المتطرفة في هولندا

امستردام-سانا
يتواصل تنامي مخاوف الدول الغربية من مخاطر المجموعات الارهابية المتطرفة في سورية والعراق التي رعتها وعمدت إلى دعمها وتدريبها وتسليحها وتمويلها ما يكشف عمق الأزمة التي تتخبط بها الدول الغربية وفي هذا السياق حذر جهاز الاستخبارات الهولندية اليوم من أن “الجماعات الإسلامية المتطرفة” في هولندا أصبحت “سربا” مراوغا لا يحتاج الى سلطة مركزية يحتمل أن ينمو تركيزه في العمليات الارهابية من سورية ليشمل بلدانا اخرى في الشرق الاوسط.
وذكرت رويترز أن التقرير الذي نشرته الاستخبارات الهولندية يعكس قلقا متزايدا في أوروبا من التهديد الذي يشكله مواطنوها ولا سيما المهاجرون الذين يغادرون الدول الأوروبية بهدف الانضمام الى المجموعات الارهابية المسلحة في الشرق الأوسط ويعودون بعدها الى بلادهم بعد اكتساب مهارات قتالية عالية ليشكلوا بذلك تهديدا أمنيا عليها.
وتقدر السلطات الهولندية أن 120 مواطنا هولنديا غادروا هولندا من اجل الانضمام الى المجموعات الارهابية المسلحة في سورية غير ان هذه السلطات تقول إن “حركة أكبر لمتطرفين في هولندا تملك مئات الأتباع والآلاف من المتعاطفين”.
وحذرت وكالة الأمن والاستخبارات العامة الهولندية ايه اي في دي في آخر تقييم لها من التهديد الذي تمثله “الجماعات الجهادية السرية التي اصبحت أقوى وأكثر ثقة بالنفس” وفق قولها ومن أن تعقب ظاهرة التطرف اصبح اصعب من اي وقت مضى مع إتاحة وسائل التواصل الاجتماعي على نحو متزايد للحركات المتطرفة “الاحترافية” وفر سبل التنسيق فيما بينها دون الحاجة إلى وجود سلطة مركزية.
وقالت الوكالة إن “حركة المتطرفين اتخذت شكل السرب الذي يشتمل على بنية اقل هرمية عما كانت عليه قبل سنوات ما يجعلها أكثر مرونة وفعالية وأقل عرضة للهجوم من الخارج”.
وحذرت الوكالة من أن المتطرفين في هولندا قد يحولون أسلحتهم باتجاه مناطق اخرى في الشرق الأوسط مضيفة إنه “في الوقت الراهن فان المتطرفين الهولنديين يركزون بشكل كبير على سورية غير ان هذا الامر يمكن ان يتغير ويمكن أن يشمل مناطق اخرى مثل اليمن والعراق بل وايضا مناطق جديدة محتملة مثل مصر بما في ذلك
سيناء أو حتى ليبيا”.
ولفتت الوكالة إلى أن مهارات المتطرفين المنخرطين في المجموعات الارهابية المسلحة الموجودة في الشرق الاوسط تزيد من قدرتهم على تجنب انتباه السلطات لهم حيث يعمدون إلى شراء تذاكر العودة إلى اي منطقة والادعاء بأنهم مجرد سياح.
وقالت الوكالة إن “أخبار المناطق التي تشهد احداثا في سورية تنتشر بسرعة عبر الدردشة والفيسبوك والبريد الإلكتروني في غضون ساعات أو حتى في زمن حدوثها ضمن الدائرة الداخلية “الجهادية” في هولندا” مضيفة إن “عدد المنشورات الجهادية باللغة الهولندية قد ازداد بشكل كبير خلال العامين الماضيين”.
إلى ذلك كشف منسق الحكومة الهولندية لمكافحة الإرهاب في رسالة الى البرلمان الهولندي اليوم ان السلطات الهولندية اعتقلت فتى يبلغ من العمر 18 عاما في لاهاي للاشتباه بقيامه بتجنيد اشخاص للمشاركة في المجموعات المسلحة في سورية ‘ضافة الى مصادرة جوازات سفر نحو 30 شخصا اخرين يشتبه في انهم كانوا يخططون للقيام بذلك.
وكانت هولندا حظرت تجنيد الجماعات المسلحة كما عمدت إلى دراسة تدابير قانونية تحول دون انضمام مواطنيها الى المجموعات المسلحة الاجنبية.
وإضافة إلى آلاف الإرهابيين الاجانب الذين انضموا إلى صفوف المجموعات الارهابية المسلحة فى سورية ولا سيما الى جانب ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الارهابى هناك 130 هولنديا سافروا وفق وسائل الاعلام الهولندية الى سورية والعراق في الآونة الاخيرة وشاركوا فى القتال إلى جانب المجموعات الارهابية.
وأفادت اخر التقارير امس باعتقال السلطات الهولندية فتاة تبلغ من العمر 15 عاما بعد محاولتها السفر الى سورية للانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة وذلك في تطور خطير يعكس عمق الأزمة.
وكانت وسائل اعلام غربية كشفت العام الماضى قيام السلطات الهولندية باعتقال فتاة تبلغ من العمر 19 عاما على ذمة التحقيق للاشتباه بقيامها بتجنيد متطرفين للقتال الى جانب تنظيم القاعدة الارهابى فى سورية.