مجموعة (خرائط الرجوع) القصصية… باكورة إصدارات الكاتبة ميسون صالح عيسى

دمشق-سانا

تخلد النصوص التي ضمتها المجموعة القصصية الصادرة مؤخرا بعنوان “خرائط الرجوع” باكورة إصدارات الكاتبة ميسون صالح عيسى إلى دعة الوصف الذي جاء بسيطا ومباشرا ولكنه غني بالتفاصيل.

وجاءت لغة أغلب النصوص تسجيلية بطريقة العين السينمائية فالكاتبة تضع قارئها بأجواء الحدث بكل ما فيه من شخوص وأماكن بأسلوب تخييلي دون كثير إغراق ربما لأن النص القصصي محدد الحجم لا يتيح لصاحبه الكثير من التوسع.

وليس غريبا أن تهيمن على قصص ميسون المواضيع الوطنية فهي ابنة الجولان المحتل والتي عانت كأبنائه من مرارة النزوح وسرقة كيان الاحتلال الصهيوني للأرض والممتلكات والذكريات وبدا ذلك واضحا من عنوان المجموعة ومن عدة قصص مثل “حسيبة” تلك المرأة التي كانت شاهدا على نكسة حزيران 1967 حيث هجرتها قوات الاحتلال من قريتها الواقعة على السفح الغربي لهضبة الجولان لتصرخ بوجههم في ختام القصة بكلمة سنعود.

وتذكر عيسى في حديث لـ سانا حول ارتباط قصص مجموعتها بالأرض بأنها من الجيل الذي ولد بعد نكسة حزيران في أسرة اضطرت إلى مغادرة قرية عين فيت بعد الاحتلال الصهيوني من دون أن يمنع ذلك ذويها من تنشئتها وأخوتها على حب الأرض والتعلق بالجذور والتعلق بهاجس العودة في كل تفاصيل الحياة حتى سال تلقائيا مع حبر القلم وتجلى على شكل مجموعة من القصص أحبت أن تدون فيها كل التفاصيل التي تشربها خيالها عن قريتها المحتلة.

وحول اختيارها للقصة القصيرة لتكون مدخلا لتجربتها الأدبية تشير إلى أنها تميل الى هذا الجنس الأدبي الذي استهواها دائما وكانت لديها تجربة في كتابة قصص الأطفال معتبرة أن القصة القصيرة تلبي حاجات القراء في عالم اليوم لأنه يميل الى السرعة والتكثيف من دون أن يلغي ذلك الرواية كمشروع مطروح عندها مستقبلا.

ولا تحبذ ميسون أسلوبا معينا في كتابة القصة القصيرة “فالإبداع لا يخضع لمقاييس وأن لكل تجربة إبداعية الحق بان تخلق أسلوبها الخاص والمتفرد ولا سيما أن عالم الأدب رحب يستوعب كل ومضة كما يتسع الكون لعدد لا نهائي من النجوم الصغيرة والكبيرة” مبينة أن أبرز سمة في مجموعة “خرائط الرجوع” هي التركيز على تفاصيل المشهد في القصة لأن وجدت في نفسها القدرة على تحريك المخيلة والبقاء في ذهن القارئ “كما نشعر عندما نتناول فنجان قهوة صغيرا وتظل رائحته ونكهته عالقة في حاستنا الذوقية”.

ميسون التي يدفعها شغفها للتفكير بأعمال قادمة وإنجاز مجموعة قصصية جديدة في المستقبل القريب تدعو في ختام حديثها كل من يريد الدخول إلى عالم الأدب إلى قراءة الكثير من الأعمال الأدبية ثم اختيار أسلوبه الخاص.

 سامر الشغري