لبوة السويمرة بالسويداء.. أساساتها شاهدٌ على تميّز تحصيناتها وعظمة عمارتها

السويداء-سانا

تنفرد لبوة السويمرة في محافظة السويداء عن باقي مواقع عصر البرونز القديم بتحصيناتها وعظمة عماراتها التي تدل عليها الأساسات المتبقية إلى يومنا هذا من مساكنها المهدمة.

لبوة السويمرة وفق الباحث في آثار المنطقة ورئيس دائرة الآثار السابق في السويداء حسن حاطوم كانت مدينة قديمة أقيمت في الزاوية الشمالية الشرقية من منطقة اللجاة وسط مسطح صخري تشكل من السيل البركاني والطريق إليها صعب حتى على المشاة وتبعد عن بداية الطريق في الجهة الشرقية نحو2.5 كم.

وبين أن لبوة السويمرة صنفت منذ زمن بعيد وخاصة على خرائط جيش الاحتلال الفرنسي من عام 1920 في عداد الخرب الرومانية لكن عندما زارها المختصون عام 1980 أدركوا أهميتها وتبين من خلال دراستها أنها تعود لعصر البرونز القديم 3100-2100 قبل الميلاد.

وشيدت مدينة لبوة السويمرة القديمة كما ذكر حاطوم فوق تلة بركانية مسطحة تحيط بها بقعة مستوية وتشبه التلة شكل جلد ثور محيطها مستدير وتبلغ مساحة المنازل التي كانت مسكونة نحو5ر3 هكتارات يحيط بها سور بنيت المساكن بداخله باستثناء عدد منها خارجه من الجهة الشمالية الشرقية وبشكل عام تبلغ مساحة الموقع نحو 5 هكتارات.

ووفقاً لحاطوم يبلغ ارتفاع موقع لبوة السويمرة 846 متراً عن سطح البحر وعن محيطه نحو 10 أمتار مبيناً أن السور المحيط بها عبارة عن جدار منيع فيه 3 مداخل بارتفاع وسطي من 1.5 إلى 2 متر وتعزز دفاعاته أبراج ودعامات بارتفاع يتراوح بين 2 و10 أمتار وقد نظم الدخول إلى المدينة عبر البوابة الشمالية وأخرى في الجنوب الغربي وثالثة في الشرق وخاصة بالحي الملكي أو الرسمي.

وكان يوجد في مركز مدينة لبوة السويمرة وفق حاطوم بركة مياه دائرية قطرها 20 متراً وبمحيطها مصطبة صخرية ارتفاع حافتها نحو متر والنسيج العمراني للمدينة يطوقها من جميع الجهات لافتاً إلى أنه كان يوجد إلى الشمال الشرقي من لبوة السويمرة موقع معسكر يعود إلى عصر البرونز الوسيط 2100-1600 قبل الميلاد وإلى الجنوب الشرقي وعلى بعد 1 كم منها توجد بقعة صالحة للزراعة تبلغ مساحتها بضعة هكتارات إضافة إلى بئران كانا في الجهة الشمالية الغربية وكانت الحقول المجاورة للبوة السويمرة تصلح للرعي في فصل الربيع.

وذكر حاطوم أنه من الصعب إيجاد قرائن لها فهي على المستوى الإقليمي تبقى حالة فريدة من عصر البرونز القديم الثاني نحو 3000 قبل الميلاد حيث نجد خلال هذا العصر أن عدد المواقع الأثرية المعروفة في جنوب سورية والأردن قليلة نسبياً وهي ليست بحجم لبوة السويمرة.

ووفق حاطوم فإن ظاهرة التحضر وتنوع المباني وأحجامها ومقاييسها تدل على تحول اجتماعي جسدته لبوة السويمرة آنذاك وتميزت عن باقي مواقع عصر البرونز القديم الثالث نحو 2800 قبل الميلاد من خلال تحصيناتها وعظمة عماراتها مؤكداً أهمية متابعة البحث والدراسة في هذا الموقع المهم لإغناء معلوماتنا عن الحضارة خلال الألف الثالث قبل الميلاد في منطقتنا.

عمر الطويل