مهرجان مسرح الهواة الأول بطرطوس.. تجربة وليدة نموها رهن بالاستمرارية والدعم

طرطوس-سانا

انطلاقة قد تبدو متواضعة بدأها مهرجان مسرح الهواة الأول في طرطوس ولم تنته باختتام المهرجان إذ يأمل المشاركون أن تكون أساسا قويا لاحتضان الموهوبين القادرين على بث أفكار جديدة في روح الحركة المسرحية وإعادة البهاء لمسرح الهواة الذي طالما شكل رافدا مهما لمواهب تطورت إلى حد الاحتراف .

المهرجان الذي بدأ في السابع عشر من الشهر الحالي واستمر أسبوعا على خشبة مسرح طرطوس القومي تضمن سبع مسرحيات هي /حب وحرب والأيام السبعة ووجوه وتصبحون على وطن ولعب ولاد ومواويل شرقية وإنهم يقتلون الإنسان/ تنوعت أفكارها بين موضوعات الأزمة والإرهاب والتداعيات الاجتماعية للأزمة وفي مخيمات اللجؤ وبين موضوعات اجتماعية بحتة قاربت ازدواجية المجتمع في تعامله مع ماضي المرأة والرجل ووجهت رسالة مهمة عن وعي الشباب في عدم سلوكهم طريقا خاطئا سار عليه الآباء والأجداد وكانت نتائجه كارثية.

القيمة المضافة الأولى للمهرجان رآها المشاركون من مخرجين وممثلين في كونه وفر منبرا للشباب الهاوي كما يرى مخرج مسرحية حب وحرب رضوان جاموس مشيرا في حديث لنشرة سانا الثقافية إلى الأهمية المتمثلة أيضا بتلاقي الفرق والتعرف على مستوياتها وما آلت إليه الحركة المسرحية الشابة التي تعكس كثيرا من المفاهيم المجتمعية وتفكير المسرحيين الهواة وفهمهم للفن عموما والمسرح خصوصا.

ويشير إلى أن مهرجان مسرح الهواة من شأنه أن يمنح هذه الفرق المزيد من القدرات الفنية لعروض قادمة ولا سيما فيما يتعلق بالإكسسوار والإضاءة والموسيقا إضافة إلى أن اعتماده على العنصر الشاب يجعل منه مسرحا متجددا غنيا بالأفكار العصرية ومغريا للمخرجين المحترفين مبينا ضرورة أن يتحول المهرجان إلى تقليد سنوي وأن تستمر وزارة الثقافة برعايته ليصبح خزانا للطاقات يغذي ويخرج المحترفين.

أما الفنان هاشم غزال مخرج عرض مواويل شرقية فيلفت إلى القيمة المتمثلة باقامة المهرجان في ظروف الحرب ما يوجه رسالة لكل من يحاول إيهام العالم بأن سورية عاجزة عن استيلاد نفسها من جديد حيث يرد السوريون على هذا الوهم كل يوم بتضحياتهم وتحديهم للظروف ويستثمر الموهوبون الشباب مختلف الفعاليات للتعبير عن أنفسهم وقدرتهم على قراءة الواقع السوري وفق وجهات نظرهم وحالتهم الفنية.

ويرى المخرج مجد مغامس الذي قدم مسرحية إنهم يقتلون الإنسان لفرع اتحاد طلبة طرطوس أن المهرجان تميز بورشات عمل تدريبية على عروض تحولت فيما بعد إلى مسرحيات الأمر الذي ساعد أكثر في اكتشاف مواهب الممثلين الهواة لاستقطابها وتنميتها وصقلها وتطويرها وتوجيهها نحو الاحتراف منوها إلى أن الجمهور الذي ثابر على حضور كل المسرحيات المشاركة بكل أيام المهرجان دليل على تعطش للمسرح ولابد بالتالي من تمثيل الجمهور فيما يقدمه هذا المسرح من تصوير للأفراح والأحزان والإيجابيات والسلبيات التي تهم الشعب السوري ولا سيما في الوقت الراهن.

ويؤكد المؤلف والمخرج المسرحي فؤاد معنا أهمية مشاركة فرقته طائر الفينيق بمهرجان مسرح الهواة بمسرحية سبق عرضها في المهرجان الخاص بالفرقة هذا العام تصبحون على وطن مشيرا إلى الحاجة إلى إقامة مثل هذه المهرجانات أكثر من مرة في العام وأن تشمل الفن والمسرح والأدب لما لذلك من دور في إفساح المجال للهواة والتسويق لاعمالهم وتقييمها جماهيريا وتحفيزهم لتقديم الأفضل.

من جهتها تتحدث رغداء جديد المشرفة على العرض المسرحي وجوه الذي كان إخراجه جماعيا من قبل الممثلين المشاركين عن أهمية تجربة الإخراج الجماعية التي ميزت هذا العرض ما يؤكد إمكانية العمل بروح الفريق بين أعضاء منسجمين في الرؤية المسرحية للشكل والمضمون.

ويعبر الممثلون المشاركون عن اعتزازهم بهذه التجربة الأولى من نوعها في المحافظة والتي طال انتظارها حيث يعتبر الممثل علي سليمان الذي شارك بأكثر من مسرحية خلال المهرجان إنه شكل دعما معنويا مهما للشباب ولفت إليهم أنظار المخرجين ما يعني فرصا كثيرة واعدة ونوعية مشيرا إلى أهمية أن يجد الهواة مثل هذا الدعم ولا سيما أن ممارستهم للعمل الفني ناتجة عن حب وبإرادة تطوعية دون تقاضي أي أجر.

ويوضح الممثل خليل دالان أن مشاركته أتاحت له الاطلاع على أعمال متنوعة تغني تجربته آملاً في إمكانية مشاركة فرق من مختلف المحافظات في دورات المهرجان القادمة.

وتشير الممثلة فاتن الشامي إلى ضرورة إقامة مهرجانات للهواة ليس فقط بالمسرح بل بكل مجالات الفن منوهة بأن ما تختزنه محافظة طرطوس من طاقات شابة يستحق الدعم والحصول على فرصة في ترك بصمات بالإبداع الثقافي والتغيير الاجتماعي الذي يستطيع المسرح القيام به.

ويؤكد الممثل أمير حسن أن المهرجان خطوة تنشط الحالة الثقافية في المحافظة وأن الممثلين قادرون عبر أدائهم واهتمامهم على تطويره وتسويق أنفسهم معتبرا أن العمل المسرحي يعطي الثقة بالنفس ويطور الشخصية.

وترى الممثلة يارا علي أهمية الرسالة التي يوصلها المهرجان بأن الحرب على سورية عاجزة عن الغاء ثقافة الحياة وأن المشاركين يتمنون أن يكون لهم دور فاعل في نشر حقيقة ما يجري في وطنهم من خلال الأعمال التي يقدمونها.

رزان عمران – سمر زغيبي