آثار جائحة كورونا على البيئة والصحة في دول غرب آسيا أهم محاور اجتماع برنامج الأمم المتحدة للبيئة

دمشق-سانا

ناقش المشاركون في اجتماع برنامج الأمم المتحدة للبيئة لغرب آسيا آثار جائحة كورونا على البيئة والصحة في هذه الدول وسبل مواجهة التحديات المتزايدة لحماية الطبيعة وتشجيع المزيد من الابتكار لتحقيق كفاءة في استدامة الموارد والتكيف مع تغيرات المناخ.

وأكد المشاركون في الاجتماع وهو الأول الذي عقد عن بعد أهمية العمل من أجل إيجاد حلول وإجراءات مناسبة لمعالجة الوضع المقلق الذي تسببت به جائحة كورونا على البيئة والتعافي منها وإعادة البناء بشكل أفضل للموارد البيئية والاتفاق على إطار قوي وملائم للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020 وصولاً إلى أهداف طموحة وواضحة ومشتركة لعالم ذات طبيعة إيجابية.

وأشار المشاركون إلى أن فيروس كورونا كان له آثار إيجابية وسلبية على البيئة منها زيادة توليد النفايات الطبية والبلاستيكية وفقدان الوظائف وسبل العيش وانخفاض الاستثمار في الإجراءات البيئية فيما أدى الإغلاق خلال الجائحة إلى تقليل التلوث والانبعاثات وتغيير أنماط الحياة وتقليل استهلاك بعض السلع ومنحت الطبيعة استراحة قصيرة لاستعادة عافيتها إلا أنه لا توجد حتى الآن دراسات شاملة في منطقة غرب آسيا لتحديد هذه الآثار.

وشدد المشاركون على أهمية العمل الجماعي لمواجهة وباء كوفيد 19 والتركيز على تبادل الخبرات والاستفادة من الخبرات الدولية ودعم الدول لوضع الخطط الوطنية للطوارئ البيئية وإدارة الكوارث والتوعية البيئية والصحية وتشجيع الاعتماد على الطاقات النظيفة والمتجددة.

وفي كلمة لها خلال الاجتماع أكدت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إينغر أندرسون أن الاستجابة الإنسانية عند وقوع الكوارث تعتبر أولوية لإنقاذ الأرواح وتقديم الدعم للضحايا الذين هم بأمس الحاجة إليه لافتة إلى أن البرنامج يعمل بشكل وثيق مع الجهات المشاركة والمعنية في الاستجابة للطوارئ لضمان معالجة المخاطر البيئية المرتبطة بهذا الوباء.

وأشارت أندرسون إلى صعوبة تنفيذ العديد من الاتفاقيات الدولية المصممة لحماية البيئة من جدول أعمال 2030 وصولاً إلى اتفاقية باريس رغم الوعود الذي قطعت بموجب هذه الاتفاقيات.

وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف المكلف بتسيير الأعمال استعرض في كلمة له خلال الاجتماع ما عانته البيئة في سورية خلال سنوات الحرب الإرهابية وما بذلته الدولة السورية وما زالت للتعامل مع تداعياتها وآثارها السلبية الناتجة عن الأعمال الإجرامية للجماعات الإرهابية المسلحة والتدابير القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية والتي أصابت الشعب السوري بأضرار جسيمة وأثرت على حياته وسبل عيشه وبيئته لافتاً إلى أن جائحة كورونا أتت في ظل هذه الظروف الصعبة لتزيد من هذه الآثار السلبية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية إضافة لخطورتها على صحة وحياة الناس ما استدعى الاستجابة الفورية والسريعة لها مع الحفاظ على مكونات البيئة من التدهور.

وأشار مخلوف إلى أنه تم وضع العديد من الخطط والاستراتيجيات لمواجهة التلوث البيئي بجميع أشكاله مؤكداً أن سورية حققت خطوات متقدمة في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة إدراكاً وانطلاقاً من التزام الدولة بتوفير بيئة صحية تكفل سلامة جميع المواطنين.

وخلال الجلسة الثانية تم عرض الاستجابات العالمية والإقليمية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لجائحة كورونا مشددين على اتخاذ خطوات لتشجيع التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة وإنهاء الإعانات المالية للوقود الأحفوري والاستثمار في الثروة العامة والبنية التحتية الاجتماعية والبيئية وتعزيز الحوكمة والإدارة والرصد للبيئة والموارد الطبيعية وتعزيز الاستهلاك والإنتاج المستدامين.

وطرح الاجتماع الذي استضافه المجلس الأعلى للبيئة في البحرين ثلاثة محاور للنقاش تمحورت حول آثار الجائحة على الإدارة البيئية في منطقة غرب آسيا والإجراءات البرامجية والمؤسساتية الجديدة التي يمكن أن تنظر فيها الدول وبرنامج الأمم المتحدة في معالجة تلك الآثار وكيف يمكن إنشاء عالم أكثر مرونة بيئياً وإعادة بناء أفضل وأكثر استدامة وخضرة والأولويات الملحة والمهمة التي تود المنطقة إبلاغها إلى الدورة الخامسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة.

سفيرة إسماعيل