في ظل الحصار الإسرائيلي الجائر.. عيد ميلاد حزين آخر للفلسطينيين بغزة

غزة-سانا

مع استمرار الاعتداءات وعمليات القتل وفي ظل تواصل الحصار الجائر الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من ثماني سنوات تمر الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد حزينة وكئيبة كعادتها بالنسبة للفلسطينيين في الأراضي المحتلة.5

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عدد من الفلسطينيين من أبناء القطاع قولهم.. إن “الأجواء غير مناسبة لإحياء هذا التقليد السنوي الرائع الذي عبر دائما عن وحدة المسلمين والمسيحيين في غزة” متسائلين…”كيف يمكن أن نحتفل وعشرات آلاف الناس دون مأوى”.

وتستذكر أم جورج البالغة من العمر ستين عاما صديقتها جليلة عياد التي استشهدت في غارة لطائرات الاحتلال استهدفت منزلها غرب غزة خلال العدوان على القطاع في تموز وآب الماضيين مضيفة.. إن “الأجواء غير مناسبة.. ولكننا سنحتفل بالعيد لننسى آلام الحرب”.

بدوره قال أحد الفلسطينيين المسيحيين من غزة.. إن “الحزن يملأ قلوبنا.. والسلام يعم بانتهاء الاحتلال.. والمحبة تنتشر بنهاية الانقسام الفلسطيني” مضيفا..إن “أحلامنا بسيطة ورسالتنا في عيد ميلاد السيد المسيح أن نصلي جميعا مسلمين ومسيحيين لتتحقق هذه الآمال”.8

ولا تقتصر المعاناة على الآثار الكارثية التي تركها العدوان الإسرائيلي على القطاع بل تتعداها إلى الحصار الخانق المفروض عليه ومنع الفلسطينيين فيه من مشاركة أهلهم في الضفة الغربية وتحديدا في مدينة بيت لحم “مهد السيد المسيح” بالاحتفال بعيد الميلاد.

وفي هذا السياق تشير عبير مسعد إلى أن سلطات الاحتلال وافقت على منحها “تصريحا للصلاة والاحتفال في كنيسة المهد ببيت لحم” مع زوجها ولكن دون أولادهما الذين رفضت طلبات تصاريحهم معتبرة أن “فرحة العائلة لن تكتمل بالعيد”.

ويقول عبد الله جهشان الذي رفضت سلطات الاحتلال أيضا السماح له بالوصول إلى بيت لحم مع خطيبته “نريد أن نفرح بالعيد ولكن دماء شهداء الحرب لم تجف والفرحة منقوصة” مضيفا.. “سنكتفي بالصلوات وبحفل عائلي بسيط مع الأقارب والأصدقاء بسبب ظروف البلد”.9

وفي تأكيد على إرادة الحياة لدى الفلسطينيين وعلى الرغم من الظروف المأساوية التي يمرون بها يصرون على الاحتفال بعيد الميلاد حيث وضعت بعض المحلات التجارية في غزة أشجارا مزينة بالأنوار وبابا نويل إلى جانب هدايا العيد من السكاكر والشوكلاته كما أضيئت وسط ساحة كنيسة العائلة المقدسة في دير اللاتين في حي الزيتون شرق المدينة شجرة الميلاد بينما قرر راعي الدير قصر الاحتفال على الصلوات وذلك في محاولة منهم للتذكير بأنهم مصممون على متابعة حياتهم ومواصلة الصمود في وجه كل الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة والحصار الجائر وتأكيد انتصار الحياة على الموت.

يشار إلى أن العدوان الذي شنته قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة واستمر لأكثر من خمسين يوما في تموز وآب الماضيين أدى إلى استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني وإصابة ما يزيد على أحد عشر ألفا آخرين وتشريد مئات الآلاف من بيوتهم نتيجة تدميرها من قبل طائرات الاحتلال ومدفعيته ودباباته.

انظر ايضاً

بوتين: الحصار الإسرائيلي على غزة غير مقبول ويشبه الحصار النازي لمدينة لينينغراد

موسكو-سانا شبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحصار الإسرائيلي غير المقبول على قطاع غزة بالحصار النازي …