التراث السوري يزخر بقصص وأمثال ذات حكمة تربوية هادفة

دمشق-سانا

التراث الشعبي اللامادي هو صورة عن المجتمع بكل مقوماته وإذا أردنا التعرف على أي مجتمع يجب النظر إلى تراثه اللامادي ومهما تغيرت مناهج الدراسة عبر الزمن لكن الأمثال الشعبية لا تتغير ولا تنسى بل تبقى حاضرة في ذاكرة الشعوب لأن الشعوب لا تحتفظ بذاكرتها إلا بكل ما هو ممتع وجميل والتراث السوري يزخر بالأمثال الشعبية والحكم والمرويات والحكايا التي تنتقل من جيل إلى آخر من الجدة إلى الأحفاد حيث أن هذا التراث معظمه هدف تربوي وحكمة منقولة عبر الأجيال واليوم يقبل الباحثون السوريون على الاهتمام بالتراث السوري الشعبي اللامادي ويعيدونه إلى الذاكرة عبروسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.

“سانا المنوعة” التقت الباحث السوري محي الدين قرنفلة الذي قال إن التراث الشعبي اللامادي هو الأساس بالنسبة لمجتمعنا السوري ككل وبفقدنا هذا الثراث نفقد الكثير بالنسبة للجيل الجديد نحن قديما تعرفنا عليه من جدتنا التي كانت تروي لنا القصص والأمثال إضافة إلى الأم والأب لكن جيل اليوم ابتعد عن الجدة التي يعتبرها بعض الأحفاد إنسانة منتهية الصلاحية بينما هي تمتلك الحكمة التي اكتسبتها من واقع حياتها الطويلة التي عاشتها رغم أنها لم تدرس في الجامعات ولم تحصل على شهادات دراسية عليا لكنها تعلمت من مدرسة الحياة وبدورها أخذت حكمتها من جدتها وأمها.

وأضاف نحن كباحثين وكتاب نحرص على المحافظة على إرثنا الشعبي اللامادي ونعمل على إيصاله إلى جيل أبنائنا بكل ما يحمله هذا التراث الحضاري من مقومات سواء أمثال شعبية أو قصص أو مرويات أو حكم لاننا نعتبر تراثنا هو ملكنا نحن وملك آبائنا وأجدادنا ويجب أن ينتقل إلى هذا الملك إلى الجيل الجديد ونحاول قدر الإمكان أن نبعد هذا الجيل عن عالم النت من فيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي التي أدت إلى انعدام الحوار بين الأسرة الواحدة حيث ينزوي الأبناء مع هواتفهم النقالة ويغوصون في دردشاتهم مع الأصدقاء دون فائدة تجدى.

وتابع قرنفلة أمام هذا الأمر الواقع الذي نجد عليه أبناءنا وجدنا أنفسنا أمام مسؤولية الحفاظ على تراثنا الشعبي اللامادي من الاندثار ولقد قدمت كتاب “زينة الكلام في دمشق الشام” عام 1989 مشيرا إلى أن البعد عن التراث ترك فجوة كبيرة بين الجيل السابق والجيل الحالي إذ أن جيل الأبناء وخاصة جيل الثمانينات والتسعينيات دخل عالم العولمة لافتا إلى أن الأهل في عصرنا هذا يرسلون الأبناء إلى المدرسة التي يقع على عاتقها العبء الأكبر في تربيتهم وتعليمهم رغم أن البيت هو المدرسة الحقيقية.

وختم قرنفلة بالقول إنه حريص على التراث الشعبي السوري الزاخر وأن على كل باحثي التراث الاهتمام به والعمل على حفظه وإيصاله لجيل الشباب بشتى الوسائل المتاحة ليصل إلى الاحفاد فيما بعد وبدوره أصدر كتابا جديدا بعنوان “الشخصية الشعبية الدمشقية” يتألف من 450 صفحة جمع فيه كل ما عرفه عن التراث ووضع فيه كل خبرته في هذا المجال وهذا الكتاب سيصدر قريبا وفيه فائدة كبيرة لجيل الشباب.

انظر ايضاً

مديرية الآثار والمتاحف بالتعاون مع قرى الأطفال “إس أو إس” تقيم ورشة للتعريف بالتراث السوري في المتحف الوطني بدمشق

دمشق-سانا نظمت المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع جمعية قرى الأطفال السورية “إس أو إس”